عندما قرأت عن موضوع “مؤثّرون”.. مبادرة شراكة بين “صحيفة غران” و”تعليم خليص”
أدركت تماما أن هذه المحافظة (خليص) تسابق الزمن لنيل الحظ الأوفر من الرقي والتقدم أصبحت تنافس المدن الكبيرة المحيطة بها وأدركت كذلك أن المناطق والمدن أبداً لا تقاس بالحجم بل بما فيها من عقول وانفس كبيرة تبحث عما يوصلها إلى مصاف المناطق ذات المساحات الكبيرة وذات العدد من حيث السكان نعم وهذا الحديث ليس للاستهلاك فقط ولا المجاملة فإننا بحق تعدينا هذه الأمور الصغيرة والسطحية التي لا تسمن ولا تغني عن جوع بل هي ما تأخر التقدم الذي ينشده كل صاحب رؤية صادقة للنهوض بمجتمعه ووطنه وأمته…
فعندما تتكاتف لنكون أكثر دقة وشمولية في الوصف ونقول عندما تنصهر الإدارات في بوتقة واحدة، وكما قلنا كثيرًا أن العقول المجتمعية تعطي وتنتج مالًا ينتجه العقل الواحد العامل والمفكر بمفرده هذا في الأمور العادية فكيف يكون الأمر إذا كان التكاتف والتعاون بين إدارة التعليم والإعلام.
فالعلم كما هو معلوم وغني عن التعريف له مكانته التي لا تخفى على أحد فالأنبياء إنما بعثوا ليعلموا الناس ما أشكل عليهم من أمور دينهم ودنياهم يعلمونهم كيف يعبدون خالقهم وربهم فالعبادة على علم خير منها على جهل، ونبينا صلى الله عليه وسلم هو معلم البشرية الخير فهو النبي الإمام والمعلم وكذلك الحكماء والفلاسفة في كل عصور التاريخ أخذوا على عاتقهم تعليم الناس وإخراجهم من دياجير الجهل إلى أنوار العلم وليعلم كل من قدر الله له أن يكون معلمًا أنه يحمل رسالة سامية ورثها إياه الأنبياء عليهم السلام، وهو أعظم ما ورث الوارثون فهل هناك أفضل من علم تنتفع به الأجيال جيل تلو جيل ولولا حرص علماء الأمة الإسلامية على العلم لما عرفنا حقيقة كيف نعبد الله على بينة ومعرفة فالمعلم من الجنسين قد ألقي على عاتقه أمرًا غاية في الأهمية وهم بإذن الله قادرون على حمله وإيصاله بكل أمانة إلى غايته النبيلة نرجوا ذلك وندعوا الله أن يعينهم على تحمل هذا العبء الذي تنوء بحمله الجبال الراسيات …
ثم الإعلام وهو لا يقل عبأ عن دور التعليم أن لم يساويه فهو قريب منه ولو لاحظنا اشتقاق اسم الإعلام من العلم أدركنا أن الإعلام مولد من العلم إن لم يجير هذا الإعلام عن غايته النبيلة السامية ولم ينحى به منحا آخر كنا هو الحال وما نراه في زمننا هذا الذي انقلبت فيه الموازين واختلطت المفاهيم ولكن عندما يستشعر المجتمع ويضع نصب عينيه انه أمين على عقول الناس ترتقي الهمم وتكون كما قال الشاعر…
إن العظام كفؤها العظماء، هذا ما حدث بالفعل هنا في هذه المحافظة الفتية الشابة بعقول أبنائها رغم أنها تضرب بجزورها في أعماق الماضي العريق.
نعم “صحيفة غران” هذا المنبر الحر الذي ما من حدث جل أو صغر إلا رأينا بصمتها واضحة جلية في ذلك الحدث والحق يقال وبما إنني اسكن في هذه المحافظة واكتب في هذه الصحيفة وان قرائي جلهم من مكة المكرمة فقد انتشرت هذ الصحيفة بما تحويه من أطروحات ومواضيع مفيدة جدًا لكل متابع وقارئ لها ولو إنني أجد شهادتي فيها مجروحة كما يقال، وأيضا وبما إنني من كادرها وكتابها ولكن لا مناص من قول الحقيقة فكم سمعت كلمات وعبارات الثناء لما تقدمه من مواضيع ورؤى تثري وتشبع نهم القارئ فلتفخر المحافظة بهذا الإنجاز وهذه الشراكة بين فرع إدارة تعليم خليص وصحيفة غران الرائدة فأسأل الله أن يكلل هذا التعاون وهذه الشراكة بالنجاح وان يبارك الله في الجهود ويسدد الآراء لما فيه منفعة المحافظة في الوقت الراهن وما سيمتد نفعه إلى غيرها في مقابل الأيام فالغاية هي عموم المنفعة لهذا الوطن والأمة جمعاء فإلى الإمام ومزيدًا من الرقي والتقدم والازدهار.
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب