هناك بعض الأطفال الذين فقدوا آبائهم ولم يتبقى لهم سوى أمهاتهم .. هي من ترعاه وتوصله للمدرسة وتراقبه أثناء دخوله لها، وتأتي وقت خروجه لتصحبه إلى المنزل .
ولقد أثار مشاعري في الحقيقة صورة رأيتها في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي لأم تراقب ابنها في الطابور الصباحي من خلف السور، وراودني سؤال أريد إيصاله لوزارة التعليم.. وأتمنى أن يصل إليها في الحقيقة من خلال مجتمعي.
لماذا لا تخصص مقاعد للأمهات في مدارس البنين بجميع المراحل الدراسية المختلفة ؟ .. في الفناء الخاص بطابور الصباح ، فهي لحظات قيمة بالنسبة لأم طفل فقد أباه ، لأم هي الأب والأم ، ولماذا لا تخصص أيام لإعطائهن فرصة الاطلاع على مستوى أبنائهم الدراسي ، ولرؤية القاعة الدراسية التي يدرس بها أبنائهم ، كل ما أذكره ليست مجرد أسئلة بل هي أمنيات لأمهات كثر .
وليس فقط على مستوى المدارس بل على مستوى الجامعات ، فأتمنى حقاً من وزارة التعليم إلزام الجامعات التي لا يوجد لديها قاعات مجهزة لحضور الأمهات حفل التخرج الخاص بالطلبة، فهي لحظات تاريخية لا تنسى ، ترى فيها الأم ابنها الذي سهرت ليلها من أجله ، وبكت دمعها عليه ، وهو يتخرج ويرتدي ثياب النجاح والمجد ، ونحن كمجتمع يجب أن نعمم ثقافة الود ثقافة الحب التي تسكن قلب كل أم وأن نسمح لكل أم أن تشارك ابنها لحظاته السعيدة، ولا نجعلها خلف السور تنظر عن بعيد ما من حقها أن تراه عن قرب ..
هو حق من حقوقها وليس تفضل منا كمجمتع أو كوزارة أن نسمح لها بذلك ، أو نهيء لها الأماكن الخاصة لذلك ، أتمنى أن يصل صوتي هذا من خلالكم يا مجتمعي .. فقلمي دونكم هباء منثور على ورق يطير به الهواء ويلقيه ، وأريد أن أسمي ذلك السور بسور الحرمان العظيم ..
إبراهيم سيدي @abr14ab
مقالات سابقة للكاتب