إن المتتبع لحال المجتمع يرى العجب؛ تقييم بلا تقويم وإنتقاد وإنقياد ، نرى الخطأ نَعرفه ونُعرّف به ونقع فيه، نزيد في الهدم وننسى البناء ، فكم نسمع المنتقدين لأنظمة الدول والإدارات والأشخاص والمناسبات ، فمن يشخص الداء بالهدر المالي ومن يلوم النظام الإداري ومن يضع التبعية هي المتهم الأول في كثير من الأخطاء ، فنقع في الخطأ لأن المجتمع هو الذي يملي علينا ويجبرنا لكي نسير وفق ما يتجه بنا التيار دون مقاومة أو تغيير للمسار ، فهل الإنتقاد علاج أو العلاج يكون بعد الإنتقاد ؟ وهل يكفينا تشخيص المرض عن الدواء ؟
هنا لا بد لنا من وقفة مع مروجي تهمة الفساد الإداري ، لست نافياً ولكن باحثاً عن العلاج فلن يصلح حال المجتمع قبل صلاح البيوت وذلك بمحاسبة القائمين عليها ومن المحاسب ! ، فكيف يتجرأ منتقد الدول والإدارات بتوجيه التهم والعبارات وينسي بيته الصغير .
سؤال إجابته لدى الجميع .. هل أنت راض عن إدارتك لبيتك وهل لديك هدر مالي ، أعتقد الجميع لديه ذلك إلا من رحم الله ، فكثير ما نسمع كلمة الإسراف في المناسبات والبيوت والإستراحات والملابس والمجوهرات والجوالات وما أدراك ما الجوالات ؟! ، من باقات وإشتراكات ، من المسؤول عن ذلك وأي الإدارات نتهمها بذلك! هنا لابد لنا من وقفة للعلاج .
ولكي تدوم علينا هذه النعم ونحن نعيش اليوم ذكرى اليوم الوطني نعود بذاكرتنا لنتذكر كيف كانت فكرة توحيد المملكة العربية السعودية ، وكيف تم التنفيذ ، وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه من أمن وأمان ورغد في العيش حُرم منه من سبقنا بزمن ليس ببعيد فُقد فيه الأمن والغذاء والراحة والدواء ، فلابد لنا من وقفة مع أنفسنا ومجتمعنا لتجنب كل ماقد يكون سبباً لزوال هذه النعم ، فإن استطعنا إصلاح بيوتنا حتماً سيصلُح مجتمعنا فالدولة هي بيتنا الكبير يسعى القائمون عليها بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بتقديم كل ما فيه صلاح المواطن وراحته ، وليس مطلوباً منا أكثر من إصلاح بيوتنا ليصلح مجتمعنا.
أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان وجزى الله خير الجزاء القائمين على هذه البلاد المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والأمراء والوزراء والعسكر والمدراء وكل من يخدم هذه البلاد في أي مجال من المجالات .
فهد علي الصحفي
مقالات سابقة للكاتب