إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونصلي على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
دونك أخي القارىء إجتهادي الفكري وخلاصة تجربتي في مجال الشعر .
فبعد أن ذكر رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة خليص الأستاذ عبدالرحيم الصبحي بعض من المحاولات في نظم الشعر من فتيات ، أقول مستعيناً بالله عز وجل :
أعلم أن هناك الكثير من الشباب والفتيات يمنعهم الخجل لطرح أولى محاولاتهم الشعرية سواء من الفصيح أم من النبط ، بل أعلم أن البعض واجه المحطِّمات والمخذِّلات ولازال في تردد بعد شفاء جراحه من إعادة المحاولة ، والبعض لديه أحساس المغامرة لذلك ، ولكن يمنعه شعوره الداخلي والخوف من مصير التخذيل والتحطيم ..
فأقول لهم :
دعوكم من كل محدود بفكره قاصر بإدراكه وتحلَّوا بروح الجراءة والمغامرة .
أعلم أن الكرامة وعزة النفس أغلى مانملك ولن نرضى مساسها بشيء .
وفي ذات الوقت لانقف مكتوفي الأيدي .. لدينا موارد الطموح وتنقصنا سنوات الخبرة لنحققه ، فيمنعنا من ذلك كله وقاحة تخذيل وتحطيم .
لكنني أمتلك الحل الذي يحفظ الكرامة وينمي الطموح والموهبة التي يظنها الجميع مندرجة تحت قياس الأرزاق ، من يقدره الله له فقد تميز عن سواه ومن لا فلا.
أو إنها جين وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء ومن الأجداد إلى الأحفاد ولن يستطيع الإكتساب والتعلم أن يتجرأ ليدخل أبناءه في مدرسته .
أقول لا والله .. إنها صنعة تكتسب أولا بالذكاء والهمة والعزم والمثابرة والإطلاع . فالشعر صنعة يكتسب بالممارسة وأثبت ذلك بالدليل القاطع كما يلي :
أولاً : قصة الخليل بن أحمد الفراهيدي مبتكر العروض حينما مر على شيخ حوله صبية وينشد لهم
نعم لا نعم نعم لا نعم ……
فسأله ماذا تصنع ياعماه
فقال الشيخ أعلم أبنائي الشعر
وكلمة أعلم تدل على أنه صنعه تكتسب بالتعليم
ثانياً : النابغة الذبياني لم يقل الشعر إلا بعد بلوغه عمر الأربعين .
ومن البراهين التي أرويها شخصياً ولم تروى لي هي مايلي :
– أولاً : أعرف شخصاً حق المعرف يفوقني عمراً لم يكن شاعراً بل من محبين ورواة الشعر وهو الآن من الشعراء الذين يرتجلون القصائد ويرتجلون الردود على القصائد الموجهة له بل صاحب مطولات القصائد.
ثانياً : محدثكم صاحب المقال .. لم يكن والدي ولا أجدادي لأبي وأمي من فيهم شاعراً وليس في عائلتي من يروي الشعر أو يهتم له .
فكيف كتبت الشعر وأجدته بتوفيق الله عز وجل بنوعيه الفصيح والنبط .
هي معاناتي التي وجدتها ، فمحاولاتي كانت شوهاء ودميمة الخلقة ، وماوجدته من سخرية وتحطيم وخذل يسبب الوسواس القهري ، لذلك أنصح الجميع بأن يهتموا بالخطوات التالية :
1- التوسع في حفظ القصائد بنوعيها فصيح ونبط من قديم الشعر وجديده وفي شتى أنواعه لتكوين ملكة ثقافية .
2- الاطلاع على شروح القصائد .
3- تنمية الفكر بشيء من النقد الأدبي.
4- الإلمام بالنحو والبلاغة وخصوصاً مافيها من فنون التشبيه والتوريه وما إلى ذلك .
5- جمع رصيد كافي من الألفاظ وهذه تكتسب من النقطة رقم 1 مع الوقت .
6- اللحن لوزن القصائد ، وهي بطريقتين :
– الطريقة الأولى : أن تقف على أي قصيدة تعجب ذائقتك فتلحن البيت الأول بلحن واحد لاعوج فيه ولا تغيير من أولها لآخر القصيدة ثم محاولة تقليدها بأسلوبك وكلماتك مع مضي الوقت تجد نفسك حققت الشيء الذي يرضيك .
– الطريقة الثانية : الرجوع لليوتيوب فكل أوزان الشعر الفصيح والنبطي تجد هناك من تبرع بلحنها لك صوتياً فاحفظ اللحن الإنشادي واجتهد وتذكر أن (( محافظة خليص)) بحاجتك مستقبلاً وانظر لها بمنظور البر للوالدة ، واكتب نصوصك ولاتبخل علينا بها .
ماجد محمد الصبحي ( أبو عبدالملك )
شاعر فصيح ونبط
مقالات سابقة للكاتب