عليَّ الطلاق!

ظاهرة غريبة يمتد مدى ظهورها لأكثر من جيل من الأجيال السابقة وإلى الآن لا زالت هذه الجملة رنانة على ألسنة بعض المتزوجين من الشباب وحتى كبار السن وكأن بعضهم صار يعتمدها جملة لفض أي شباك في الحديث أو قبول هدية أو دعوة للعشاء وما إلى ذلك،ومتساهل بكل ما تعنيه هذه الجملة ويقولها كأنه يلقي السلام وهذه ظاهرة اجتماعية مؤلمةوموجعة.

وتحتاج منا كمجتمع الوعي الكافي والردع الصحيح لها،وأن لا نجعلها تمتد على الأقل للأجيال القادمة،فهي تحمل تمييعا للعلاقة الزوجية وقدسيتها أكثر من ما قد توحي لبعض الجاهلين أنها مدعاة للرجولة، أي رجولة هذه؟ في أن تطلق أو تجعل زوجتك معرضة للطلاق لأجل أمر تافه لا يختصم عليها اثنان من الصبية الصغار، فعلا المسألة ليست بالسهلة ولا العادية،بل هي تلاعب بقدسية الحياة الزوجية وتهميش للمرأة وكأنها شيء لم يكن،وجهل قابع في عقول البعض ممن يرددونها بكل مناسبة وكل مشاجرة.

وفي مجتمعنا تكثر هذه الجملة بشكل غريب ومكثف،مما يجعلنا كمجتمع نقف عليها ونحجمها ونكبح جماحها،وإلا تفاقمت مشاكلها أكثر من ذلك ، زوجة مسكينة تطلق هكذا ليس لذنب بل لأن زوجها حلف على صديقه إن لم يقبل الهدية أو أن لم يدخل المجلس قبله بأن يطلق زوجته .

والحياة الزوجية جملة متكاملة من الاحترام المتبادل فأين الاحترام في تعريض بعض هؤلاء زوجاتهم للطلاق لأسباب تافهة جدا،المسألة تكمن خطورتها في تمييع العلاقة الزوجية وتصوير الزوجة على أنها أقل قيمة مما يحلف عليه زوجها على صاحبه،مما يعكس بيئة اجتماعية لا تقدر الحياة الزوجية حق تقديرها ،فعلينا كمجتمع أن نقف ضدها ونساهم بنشر الوعي الصحيح للحياة الزوجية ومعانيها الجميلة والكبيرة ولا نقف ونرى فلان يحلف على فلان وكأنها مسألة عادية.

إبراهيم سيدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *