سكين بهيئة قلم !

اندهشت من خبر قرأته في إحدى الصحف المحلية عن انتشار قلم بداخله سكين حادة أو بالمعنى الآخر سكين بهيئة قلم ، وبدأ بالانتشار بين الطلاب في المدارس ، والمريب في هذا الأمر انتشاره بين طلاب العلم وفي جنبات دور العلم (المدارس) .

وثم من أين يحصل عليها الطلاب؟ ومن أين مصدرها؟ وطالب العالم أصبح بحاجة إلى سكين حادة وهو ذاهب لتلقي العلم ، فهل يخيل إليه أنه ذاهب إلى معركة ؟ وليس إلى دار العلم ،وباختصار هي مجموعة من الأسئلة تلتف حول بعضها لتشكل لنا قضية مجتمعية يجب علينا الالتفات إلى أسبابها، بداية من صنع مثل هذه الأدوات وثم بيعها للمراهقين الذين في الغالب هم في سنوات الدراسة ما بين المرحلة المتوسطة والثانوية ، حتى أن هناك ثقافة سائدة في مجتمعنا بين المراهقين على الأقل منذ أن كنت في أيام الثانوية أن المدرسة مكان للأقوى وليس للضعيف، وكأنها غابة وليست مؤسسة تعليمية، وفي اعتقادي أن هذه الثقافة لا زالت موجودة للأسف عند بعض المراهقين في مجتمعي .

وإذا كانت هذه الثقافة منتشرة بين المراهقين في مجتمعنا إلى يومنا هذا فعلينا كمجتمع أن نعي ذلك ونعي خطرها، وأن نغير ملامحها حتى لا تلقي بظلالها على الأجيال القادمة أيضاً.

وثم أن نساهم بخلق هالة جميلة تزين المدرسة في عقول المراهقين، وأن نصنع ثقافة جديدة في عقولهم، ثقافة تدعو إلى احترام المدرسة واحترام كيانها، وإعادة تشكيل الصورة النمطية المتواجدة في عقول المراهقين على أنها للأقوى و كثرة المشاجرات تعني الرجولة والقوة ، وكل هذه المعاني السخيفة المشحونة بطاقة المراهقين الممتلئة بقوة الشباب .. فاليوم سكين بهيئة قلم وغداً الله أعلم ماذا يأتي في مدارسنا وبين أبنائنا.

 

إبراهيم سيدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *