المجاملة في لفظها كلمة جميلة، رنانة ولها بعد إنساني يدعو الى الألفة والمحبة، وهي فن وثقافة ، إذا لم يلم بها المرء جيدا اصبحت وبالا عليه اولا ثم على الشخص المقابل ..ولهذا كلما كانت منطقية وواقعية وبدون مبالغة اشعرت صاحبها بالرضى ، حتى لو اختلف معه من اختلف …
الا اننا حقيقة بحاجة ماسة للصدق والصراحة فكلاهما يمثلان كنز اذا وجدت في ممارساتنا الحياتية استقام أمرها …وصلح حالها ..لأنها قيم أخلاقية ايجابية مؤثرة في حياة الانسان ففيها تداركا للأخطاء للسير في الطريق الصحيح ، وتطوير الفرد والمجتمع تطويرا إيجابيا .. بها نرتقي ، و بها يقوم الخطأ ويستقيم المعوج ..وليس منا من لا يحتاج الى التعامل المفعم بالصدق والصراحة والوضوح .. لأنها تضع ايدينا على نقاط الخلل لنتداركها ، ونقاط القوة لنطورها ..ولذلك من المهم جدا ان نضع الأمور في نصابها ، سواء المجاملة او الصراحة والراي الصريح . فلكل مقام مقال ..
والمهم هنا الشخص المقابل فهو والله احوج للرأي الصريح لا للمجاملة مهما علت مكانته ..
وهنا قد يتبادر إلى أذهانكم كما هو الحال معي تلك المقولة التي يرددها عامة الناس ..
“الصدق والصراحة لا تبقي لك صديق” و اخرى ” الصدق والصراحة قد لا تكسبك الكثير من الناسى ، لكنها تبقي على افضلهم ”
نعم هذه حقيقة تدفعنا للتساؤل عن سبب حدوث هذه النتائج ..!؟
لعلي هنا اقف معكم على عصر النبوة العصر الصادق الصريح كيف حورب وأوذي ولكنه صبر ونال ، لأن الأسلوب المستخدم منه صلى الله عليه وسلم فائق النوعية لأنه ملهم من الله فكان النصر حليفه والعدو رديفه فقد نال منزله عظيمة في قلوب من عاصر النبوه وما بعدها بما فيهم من لم يعتنق الاسلام ..ولم تفقده سوى عدو الله ورسوله ..
وهنا لنا وقفة ودرس نبوي موثق بالأفعال .
فالصدق والصراحة إذا تم اختيار الثوب المناسب لها وجملت بأرقى عبارات اللطف والذوق وطرق الأسلوب الجذاب كانت النتيجة أنها ستكسب صاحبها مكانة في القلوب وكلمة مسموعه بوعي واهتمام حتى وأن افقدته لن تفقده سوى اعداء النجاح وصغار العقول لأنه عبر بألفاظ تناسب الموقف والحدث ..
والفيصل هنا إنها ليست صادقة فقط بل لأن الاحترام هو النهج الذي قدمت فيه هذه القيم .
فزينوا الأسلوب والتعبير لتكسبوا القلوب .. وتساهموا في البناء ليس بناء مجتمعي فحسب بل بناء للشخصيات وتصحيح لمسارها لتكون فعالة ..قدوتنا في ذلك معلم البشرية عليه الصلاة والسلام ..ربى اصحابه بكل صدق وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها .ولم يعاديه سوى من هو عدو لله ولرسوله ..
فلتكن الصراحة والصدق والمجاملة الحقة اللطيفة تسير جنبا إلى جنب كلا في مقامها قاعدة منها ننطلق وبها تستقيم حياتنا لتكون قدوة لجيل تعقد عليه الآمال والطموحات ..
ومضة..
* لقد قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ) .
نويفعة صالح الصحفي
رئيسة المجلس الاستشاري النسائي
ورئيسة اللجنة الثقافية النسائية بمحافظة خليص
ومشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص
ورئيسة مركز فتاة غران.
مقالات سابقة للكاتب