التقويم المستمر.. ( سلبًا وإيجابًا )

مضى على هذا البرنامج عدد من السنوات.. وبدأ المعلمون والمعلمات تطبيق البرنامج كلٌّ حسب فهمه.. ووصل للمدارس استفتاء بعد عام من تطبيقه عن مدى نجاحه، فاختلفت التربويون بين مؤيد بشروط ومعارض بإبداء بعض الملاحظات لتعديله، وأُخِذَت هذه الملاحظات بعين الاعتبار من وزارة التعليم وتم التعديل بما يراه معلمو الميدان لأنهم هم القريبون للمحك الرئيسي في ميدان التطبيق.

البرنامج جيد ولكن يعود إلى صحة التطبيق من المعلمين واُلحِقَ بعد ذلك بتكليف المعلم بإعداد برامج علاجية لمن يخفق من الطلاب في أي مادة والمتابعة هنا تَكْمُن في أمانة المعلم في تنفيذ البرنامج العلاجي، فالطالب المخفق في المادة يعامل  كالمريض الذي يصرف له الطبيب العلاج وصرف العلاج لا يكفي بدون متابعة من الطبيب.. فالطالب يجب أن يتابع بعد معرفة موقع الاخفاق وأسبابة وتعالج المشكلة برمتها وهذا لا يجدي بعد تفشي المرض بل يحدد  ضعف الطالب من بداية العام حتى تستقيم الأمور.

أهمس في أذن المعلم والمعلمة الطالب الذكي لا يحتاج منك إلا التوجيه، والطالب الضعيف هو المعني بالمتابعة والعلاج.

حقيقةً بعد تقاعدي ولله الحمد أتابع التعليم يفرحني كثيراً ما حصل من تطوير في المناهج والوسائل المساعدة للتعليم  وأن الاختبارات الدورية على كل باب من أبواب المادة فهذا ممتاز جداً ويبشر بالخير، ويؤسفني جداً ما أراه من بعض مخرجات التعليم بأن الطالب ينتقل إلى المرحلة المتوسطة  بل يصل الجامعة وينقصه الكثير من المعلومات الأساسية، ومن أحد المواقف التي عايشتها مع طلابي في الصف الثالث الابتدائي في (مادتي الإملاء والقراءة) في بداية العام عملت اختبار قدرات ( تقييم ) لتحديد مستواهم واكتشفت ضعف طالبين؛ مما جعلني أعمل لهما برنامج علاجي أتابعهم في المدرسة ولم أجد تعاوناً من المنزل مما جعلني أستدعي وليي أمريهما لإفهامهما مستوي ابنيهما كلٌّ على حده، أحدهما استجاب للتوجيه واستعد بالمتابعة والآخر قال: ( مشيه هذي السنة! ) وكانت إجابتي له هل تريد أن ترى أن يقتل ابنك ويرمى في الشارع؟ استغرب ردي عليه وقال كيف؟ إذا مشيته فاعتبره قتل وليس حيّا ويخسر حياته كلها لأن هذه المرحلة هي تأسيس لما بعدها، اقتنع وقبل رأسي لما رَآه من شدة حرصي على ابنه، ولم ينتهِ العام حتى وصلنا إلى النتيجة التي نسعى إلى تحقيقها ولله الحمد ونجح جميع طلاب الصف بكل امتياز.

أشكر زملائي المعلمين والمعلمات على اهتمامهم وحرصهم وأدعو الله لهم التوفيق والنجاح، واحتسبواالأجر ونرجوا لكم الأجر من الله وفقكم الله وسدد خطاكم.

عبدالمحسن عبدالرحيم الشيخ

مقالات سابقة للكاتب

8 تعليق على “التقويم المستمر.. ( سلبًا وإيجابًا )

قبال عوض الزبالي

قرأت ماكتبه الزميل الفاضل الأستاذ عبدالمحسن الشيخ وكان مقال في منتهى الجمال والروعة لو أخذه المعلمون في عين الاعتبار.

غير معروف

بارك الله فيك مقال رائع كنت معلماً رائعاً ولا زلت 🌹❤️

بدر

مقال جدا رائع وكلام واقعي من واقع تجربه واقع خبره وكل ماينقص التعليم هو امانه المعلم وتأسيس الطلاب تأسيس صحيح

اعجبتني كثيراً هذه الكلمات

أهمس في أذن المعلم والمعلمة الطالب الذكي لا يحتاج منك إلا التوجيه، والطالب الضعيف هو المعني بالمتابعة والعلاج.👍👍👍👍👍

ليلى الشيخ

جميل جداً هذا المقال ومازال واقع التقويم المستمر عند البعض ( مشيه ذي السنه)
جزاك الله خير على ماقدمت للتعليم وماقدمت للمجتمع
لقد كنت معلماً متميزاً رسمت من العدم صورة جميلة وجمعت بين التعليم بالترفيه وحقتت استراتيجيات التعليم الحديثة قبل أن يعرفها المجتمع التعلمي ، عملت على محاكاه البيئة التعلمية لتخدم العملية التعليمية عندما كانت البيئة التعليمة غير هذه البيئة التي يشهدها واقع التعليم اليوم
جزاك الله كل خير وجزى الله معلميننا ومعلماتنا جزيل الجزاء وجعله في موازين حسناتهم

ام خالد السيد

رارائع ومميز دائما يا ابو عبدالعزيز

عبدالله البشري

مقال جميل من رجل خبير
لكن ماذا يفعل المعلم إذا كان لديه ٤٠ طالب في الفصل
كيف يستطيع أن يقوم بكل ماهو مطلوب منه تجاه طلابه ؟

م/ شرف الصعيدي

لا يستغرب الطيب من منبعه ، ابو عبد العزيز من رجال المحافظة المخلصين ومصدر فخر لنا جميعا
مقال لا نوفيه حقه من الإعجاب ونرفع له القبعة احتراما وتقدير من خبير وأستاذ وتربوي يملك بعد النظر والرؤيا الثاقبة اسأل الله ان ينفع به

اسامه الحربي

رائع ومبدع وجميل كعادتك دائما متألق
في احاديثك وكتاباتك المتوجه بالذهب
ابو عبد العزيز

اطال الله في عمرك وامدك بالصحه والعافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *