ليست مجرد مدرسة

في لفتة إنسانية رائعة؛ قررت إحدى المدارس الابتدائية للبنات في الطائف وضع خزانة للملابس الشتوية بمختلف المقاسات لتحصل كل الفتيات على الملابس الشتوية في حال نسيانها أو حتى عدم امتلاكها أبداً ، وفي الحقيقة هي لفتة إنسانية تشكر عليها هذه المدرسة والخير في البقية الباقية.

يجب على المدارس التي تعتبر المنزل الثاني للطالب أن تكون فعلا المنزل الثاني ، وليست مجرد مدرسة ، أن تتنافس في اللفتات الإنسانية التي تجعل الطالب يشعر وكأنه فعلاً بمنزله ، كتوفير الملابس الشتوية ، وحتى الملابس الصيفية، كذلك الوجبات الخفيفة المجانية لمن لا يملك حتى ثمنها ، وكل ذلك يستطاع فعله عبر إنشاء صندوق للطالب.

وحتى في حال عدم إمكانية وضع صندوق للطالب على المدرسة أن تكون فعلا ليست مجرد مدرسة، وأن تساهم بتوفير احتياجات الطالب المادية والمعنوية على حد سواء ،فالمدرسة فناء ليس للعلم فقط بل للعلم والتنشئة الاجتماعية الحسنة، وأن تقوم المدارس بتنظيم الندوات التي تحذر من الفكر الضال بجميع المراحل باستثناء الابتدائية،حيث يقام لها على أقل ندوات تحذيرية من الألعاب الخطيرة التي تنتشر بين الفينة والأخرى، فالمدرسة في مجتمعنا للأسف لم يفعل دورها الحقيقي بل أصبحت بالنسبة للطالب السعودي وعلى مر أجيال مجرد فناء ممل يقضي به عدة ساعات ثم يعود للمنزل، وأيضاً على المدارس إقامة دورات تعليمية للغات العالمية المختلفة، وللفنون التشكيلية ، وتفعيل المسرح المدرسي، ووضع خطة للتربية البدنية وليس اختصارها فقط على كرة القدم، وهناك الكثير من الأفكار التنموية للعجلة التعليمية التي تعتبر أهم دافع من دوافع العملية التنموية في أي مجتمع من المجتمعات التي تريد النهوض والتسابق على السلم العالمي في التطور والتقدم في مختلف المجالات .

فعلاً لن ترتقي العجلة التعليمية في مجتمعنا وبلادنا إذا ما استمرت المدارس التي هي النواة الأساسية لبناء المجتمع، وعلى وزارة التعليم أن تلتفت لهذه المسألة ، فحقاً المدرسة يجب أن لا تكون مجرد مدرسة ..

 

إبراهيم سيدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *