خطيب جامع القطان «الشابحي» يشيد بمبادرة «درب الأنبياء»

أشاد خطيب جامع القطان الدكتور ياسر الشابحي قاضي الاستئناف بمنطقة مكة المكرمة  في خطبة الجمعة التي ألقاء اليوم ٨ ربيع الأول  بمبادرة محافظة خليص “درب الأنبياء” لخدمة الحجاج والمعتمرين ، وقال أنه لشرف عظيم لسكان هذه المحافظة أن حباهم الله بهذا الموقع المميز بين المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهيأ لهم فرصة عظيمة تتمثل في خدمة الحجاج والمعتمرين أثناء تنقلهم بين المدينتين.

ويسرنا فيما يلي أن ننشر الخطبة كاملة :

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: فاتقوا الله – عباد الله – حق التقوى؛ فالنعيم في الهدى، والشقاء في موافقة الهوى. أيها المسلمون: منن الله على عباده جسام، ونعمه عليهم عظام، ومن أجل نعمه: أن أرسل الرسل به معرفين، ولتوحيده داعين. وهم وسائط بين الله وخلقه في أمره ونهيه، والسفراء بينه وبين عباده؛ قال – سبحانه -: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت). ولا سبيل إلى السعادة في الدنيا والآخرة إلا على أيديهم، ولا طريق إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم، ولا ينال رضا الله البتة إلا من طريقهم. قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: “الرسالة ضرورية للعباد لا بد لهم منها، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء، والرسالة روح العالم ونوره وحياته”. ولا بقاء لأهل الأرض إلا ما دامت آثار الرسل موجودة فيهم. فإذا درست آثار الرسل من الأرض وانمحت بالكلية خرب الله العالم العلوي والسفلي وأقام القيامة. وخير الرسل نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -، وشرف أمته وعلو منزلتها به.قال ابن كثير – رحمه الله -: “وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد – صلى الله عليه وسلم -“. ولفضله كان صحبه خير صحب لنبي، وقرنه خير قرن، وما فضل إلا به. ولفضل الله عليه كان أكثر تابعا يوم القيامة .. اختاره الله من بني الناس فكان سيد ولد آدم، واصطفاه الله على الخلق فكان خيرهم؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» (رواه مسلم). عظمه الله فأقسم بعمره، ولم يناده في كتابه باسم مجرد كسائر الأنبياء؛ بل ما ناداه إلا باسم النبوة والرسالة. شرح الله صدره، وغفر ذنبه، ورفع ذكره، وأخذ الله على النبيين الميثاق بالإيمان به؛ قال – سبحانه -: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا). قال ابن كثير – رحمه الله -: “وهو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد لكان هو الواجب الطاعة، المقدم على الأنبياء كلهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس”. ختم الله به النبوة والرسالة؛ (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)، وأتم به الدين؛ (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). أيده الله بالآيات، وأنزل عليه أفضل كتاب، وحفظ دينه ووعد بنصره .. الإيمان به – صلى الله عليه وسلم – ومحبته وتصديقه أصل من أصول الدين .. قرنت الشهادة له بالرسالة بالشهادة لله بالوحدانية. أرسله الله إلى العرب والعجم والإنس والجن؛ قال – سبحانه -: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا). أرسله الله رحمة للعالمين فحصل لهم النفع برسالته، ورحمته بالمؤمنين خاصة؛ قال – سبحانه -: (ورحمة للذين آمنوا منكم). ما ترك خيرا إلا دل الأمة عليه، ولا شرا إلا حذرها منه؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم»؛ (متفق عليه). ومن لم يؤمن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – ويتبعه، توعده الله بالنار؛ قال – عز وجل -: (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا). وأهل الكتاب واجب عليهم الإيمان به واتباعه؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «والذي نفسي بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار» (رواه مسلم). ولا غنى للناس عن الإيمان بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وطاعته في كل مكان وزمان، ليلا ونهارا، سفرا وحضرا، علانية وسرا، جماعة وفرادى. قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: “وهم أحوج إلى ذلك من الطعام والشراب، بل من النفس؛ فإنهم متى فقدوا ذلك فالنار جزاء من كذب بالرسول وتولى عن طاعته”. بالنبي – صلى الله عليه وسلم – زكانا الله وعلمنا ما لم نكن نعلم؛ قال – عز وجل -: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). قال الشافعي – رحمه الله -: “فلم تمس بنا نعمة ظهرت ولا بطنت نلنا بها حظا في دين، أو دفع بها عنا مكروه فيهما وفي واحد منهما، إلا ومحمد – صلى الله عليه وسلم – سببها القائد إلى خيرها، والهادي إلى رشدها”. ولا يتحقق إيمان العبد بالنبي – صلى الله عليه وسلم – إلا بطاعته؛ قال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله).وقد أمر الله بطاعته في أكثر من ثلاثين موضعا من القرآن، وقرن طاعته بطاعته، وقرضن بين مخالفته ومخالفته. من أطعه فاز؛ (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما). أعظم خصال التقوى وآكدها وأصلها: إفراد الله بالعبادة وإفراد الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالمتابعة؛ قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). وفي ذلك حياة المرء وسعادته؛ قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم). والفتنة في مخالفته؛ قال – عز وجل -: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). ومن حاد الرسول أذله الله؛ قال تعالى: (إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين). ومن رغب عن سنته توعد ببراءة النبي – صلى الله عليه وسلم – منه؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «من رغب عن سنتي فليس مني» (متفق عليه).ومن حقه – عليه الصلاة والسلام -: ألا يعبد الله إلا بما شرع، لا بالأهواء والبدع، ولا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» (رواه مسلم).حبه من أعظم واجبات الدين، ولا يكفي فيها أصل المحبة؛ بل واجب أن تكون محبة زائدة على محبة جميع الخلق حتى على النفس؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»؛ متفق عليه. ولا ينال العبد حلاوة الإيمان إلا بذلك؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار»(متفق عليه). والمحبة الصادقة تظهر في المتابعة؛ قال – عز وجل -: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ). والصادق في محبته يحشر معه في الآخرة؛ جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «المرء مع من أحب» (متفق عليه).ومن محبته: النصيحة له بالإيمان به وبما جاء عنه، والتمسك بطاعته، واختيار سنته، ونشر علومه، وتعظيم أمره، ومحبة أوليائه، ومعاداة أعدائه؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «الدين النصيحة». قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم»؛ (رواه مسلم).تعظيمه وتوقيره من أسس الدين ومن حكم بعثته؛ قال تعالى: (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا). قال الحليمي – رحمه الله -: “حقوق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجل وأعظم وأكرم، وألزم لنا وأوجب علينا من حقوق السادات على مماليكهم، والآباء على أولادهم؛ لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة، وعصم به لنا أرواحنا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا في العاجلة. فهدانا به لما إذا أطعناه فيه أدانا إلى جنات النعيم”. أعظم من عرف قدره أصحابه – رضي الله عنهم -؛ قال عروة بن مسعود – رضي الله عنه -: “والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على كسرى وقيصر والنجاشي، والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – محمدا؛ إذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له”؛ (رواه البخاري).وأشد الناس حبا له صحابته؛ قال عمرو بن العاص – رضي الله عنه -: “ما كان أحد أحب إلي من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه”؛ (رواه مسلم).من عرف سيرته وسنته أو سمع بها وهو عادل مع نفسه، لم يملك إلا أن يجله. سمع به ملوك النصارى فعظموه؛ قال هرقل: “لو كنت عنده لغسلت قدميه” (متفق عليه).قال ابن حجر – رحمه الله -: “وفي اقتصاره على ذكر غسل القدمين إشارة منه إلى أنه لا يطلب منه إذا وصل إليه سالما لا ولاية ولا منصبا، وإنما يطلب ما تحصل به البركة”. رأس الأدب مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كمال التسليم له والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق. ومن الأدب معه: ألا يستشكل قوله؛ بل تستشكل الآراء لقوله، ولا يعارض قوله بقياس، ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد. قال ابن القيم – رحمه الله -: “العقل مع الوحي كالعام المقلد مع المفتي العالم؛ بل ودون ذلك بمراتب كثيرة لا تحصى”. ومن أعظم حقوقه: إنزاله المنزلة التي أنزله ربه – عز وجل – من العبودية والرسالة؛ فلا يرفع إلى منزلة الربوبية فيدعى من دون الله، ولا يحط من قدره فيترك اتباعه.

وبعد، أيها المسلمون: فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – رسول الله حقا، أحبه الله وأمرنا بحبه، وبعثه وأمرنا بتصديقه، وأيده وأمرنا بالتمسك بشريعته، وأعزه وأمرنا بالذب عنه، ولن يدخل أحد الجنة إلا بالإيمان به واقتفاء أثره، وكلما كان المرء مقتديا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – علت درجته. ومن أبغض النبي – صلى الله عليه وسلم – أو هديه، خذله الله وأذله وأهانه؛ قال – سبحانه -: (إن شانئك هو الأبتر). وكل أمة تعظم نبيها وصحابته، وأعظم شرف لهذه الأمة هو تعظيم نبيها وحب صحابته؛ فبه رفعتها وسعادتها وتقدمها على الأمم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

مبادرة درب الأنبياء

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما مزيدا.

أما بعد: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) .

أيها المسلمون، يا أهل خليص: لقد ميزكم الله تعالى بأن جعلكم في هذه المحافظة بين المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة وسهل لكم الوصول للحرمين الشريفين متى ما رغبتم فأنتم في هذه المحافظة على طريق الهجرة ودرب الأنبياء من هنا مر نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وقال هذا جمدان سبق المفردون أي: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات كما مر الأنبياء أيضا فخليص على طريق الحجيج منذ القدم منذ عهد أبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام وحتى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ومما ورد في ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سلك فج الروحاء سبعون نبيا حجاجا عليهم ثياب الصوف. ومر النبي صلى الله عليه وسلم بوادي الأزرق قرب خليص فقال: أي وادي هذا؟ فقالوا: وادي الأزرق، فقال: كأني أنظر إلى موسى هابطا من الثنية -ثنية لفت: وتسمى ثنية خليص- له جؤار أي صوت مرتفع إلى الله تعالى بالتلبية. كما مر من هنا الصحابة رضي الله عنهم جميعا والتابعون من بعدهم ولا تزال هذه المحافظة على طريق الحجيج فالفخر كل الفخر بهذا المكان وإنها لنعمة لنا جميعا بالسكنى في هذه المحافظة ومن هذا الحس وهذه المكانة والموقع الجغرافي أطلقت محافظة خليص ممثلة في محافظها مبادرة درب الأنبياء لخدمة الحجاج والمعتمرين من خلال أربعة مواقع على الطريق السريع ولمدة سبعة أشهر اعتبارا من هذا الشهر وفق برنامج منظم ومشاركة من كافة الأجهزة الحكومية والجمعيات الخيرية ضمن برنامج كيف نكون قدوة تحت إشراف أمارة منطقة مكة المكرمة والمجال مفتوح لكم جميعا أيها المسلمون للمشاركة في هذه المبادرة لخدمة الحجاج والمعتمرين كل حسب استطاعته حسب البرنامج المنشور.

أيها المؤمنون: إن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وإن في خدمة الناس وتقديم المساعدة لهم شرف عظيم وسعادة غامرة يعرفها من جرب ذلك، فما بالكم إن كانت هذه الخدمة مقدمة لعابري السبيل المسافرين قاصدي بيت الله الحرام فياله من شرف عظيم في الدنيا والآخرة وقد كانت قريش وقبائل العرب تتنافس وتتسابق على هذا الفضل، فلا تفوتوا على أنفسكم هذه الفرصة فتنافسوا وتسابقوا ودونكم الميدان للحصول على الأجور العظيمة والفوز بالغنائم الباردة جزى الله القائمين على هذه المبادرة والمشاركين فيها خير الجزاء، كما أسأل الله تعالى لهم الإخلاص في الأقوال والأفعال وأن يجعل التوفيق والسداد والنجاح حليفهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

هذا؛ وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة: نبيكم محمد رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربكم في محكم تنزيله، فقال -وهو الصادق في قيله- قولا كريما: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واخذل الطغاة والظلمة والملاحدة وسائر أعداء الملة والدين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم أدم على بلادنا أمنها ورخاءها وعزها واستقرارها… اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لما فيه عز الإسلام والمسلمين، اللهم أعل به دينك وأعل به كلمتك، اللهم سدد أقواله وأفعاله، اللهم اجعله ذخرا للإسلام والمسلمين. اللهم وفق ولي عهده لما فيه خير الإسلام والمسلمين، اللهم أعز به الدين، وارفع به كلمة الإسلام يا ذا الجلال والإكرام، ووفقهما لما تحبه وترضاه يا قوي يا عزيز. اللهم من على جميع أوطان المسلمين بالأمن والرخاء والاستقرار يا رب العالمين، اللهم أبعد عنهم الشرور والحروب والنزاعات والصراعات والفتن يا رب العالمين… اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلادنا وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وفك أسرانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا يا رب العالمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

عباد الله ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله أعلم بما تصنعون.

كتبه د. ياسر بن عبدالله الشابحي
إمام وخطيب جامع القطان بمحافظة خليص
قاضي الاستئناف بمنطقة مكة المكرمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *