ما إنْ تُبصر عينك مدينة عسفان من الغرب أو الجنوب حتى ترى الكثافة المذهلة لتلك الشجرة، والحال كذلك في شمال غرب مدينة خليص حيث الانتشار الواسع لها ولا تخلو أطراف المدينة الأخرى منها ولا بقية أجزاء المحافظة .
إنها شجرة الغُويّف أو ما يُعرف بالسمرالأمريكي أوالمسكيت وهي من فصائل ( البرسوبس ) .. سمها ما شئت، تعددت الأسماء والأضرار، وانعدمت المنافع .
موطنها الأصلي أمريكا وأُستراليا وقد جُلبت لنا من هناك، حيث رغبها وزرعها بعض أصحاب الأراضي ذات المساحات الكبيرة لأنها سريعة النمو ولا تحتاج رعاية دائمة وكميات مياه وافرة كغيرها من الأشجار، فهي على الرغم من خضرتها طوال العام وتحملها لأشد الظروف المناخية القاسية من حرارة ورياح وقلة ماء، إلا أنها مدمرة للبيئة بشكل كبير وأضرارها بالغة سأذكر أهمها :
– هي شجرة لا تأكل منها الماشية ولا تستظل بظلها وترى الإبل تسير بينها دون أن تأخذ شيئاً من أوراقها بينما تراها متحلّقة حول شجرة أخرى بجوارها فتقف متعجباً مسبحًا لله مما ترى ، وهي ذات إفرازات طاردة فالنحل لا يقع عليها أو يقترب منها والطيور لا تسكنها أو تبني فيها أعشاشها .
– من قوة تدميرها للبيئة أنها تقتل ما حولها من حشائش وأعشاب ولا تنمو بالقرب منها الأشجار الأخرى إلا قليلاً ، فترى المنطقة التي تكاثرت فيها تكاد تكون خالية من الغطاء النباتي وتبقى هي سيدة الوجود .
– جذورها تمتد في عمق الأرض إلى أكثر من خمسين متراً بحسب ما ذكر المختصون وهذا يكفي لاستهلاك المياه الجوفية بسهولة إن كانت هذه المعلومة صحيحة .
ولو لم يكن من أضرارها وخطرها غير ما ذُكر لكان كافياً للقضاء عليها واستبدالها بأشجار أخرى كالطلح والسدر نظرًا لفوائدها الكثيرة للبيئة وقوة تحملها للظروف المناخية السائدة لدينا .
إننا بحاجة إلى جهات معنية بهذا الشأن تقوم بدراسةٍ علمية وافية وشاملة لأخطار هذه الشجرة ومحاربتها والقضاء عليها ولن يكون ذلك بالأمر اليسير ولا الزمن القصير ، ففي هذا الموسم قد أكرمنا الله عز وجل بغيث متتابع ومازال للخير بقية بإذن الله ما يساعد على انتقال البذور حيث سارت بها السيول وإنبات الأضعاف المضاعفة من الشجرة نفسها والتي من وجهة نظري لا فائدة منها ، واقتلاعها هو الحل الأمثل لحماية البيئة من أضرارها .
موسى أحمد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب