في إطار التعريف بمبادرة محافظة خليص “درب الأنبياء” لخدمة ضيوف الرحمن، ونشر ثقافتها على أوسع نطاق، توالى خطباء المحافظة في تناول المبادرة في خطبهم للتعريف بها وحث المجتمع على التطوع في جميع جوانبها.
هذا وتحدث خطيب جامع اليمانية بمدينة غران بمحافظة خليص الدكتور علي بن أحمد الصحفي في خطبة الجمعة اليوم السابع من ربيع الثاني لعام ١٤٤٠هـ، حيث أشاد بالمبادرة بقوله: لقد أحسنت محافظة خليص في اختيار اسمها، وذكر بعض المأثورات حول طريق الهجرة ومرور الحجاج بالمحافظة، ونورد لكم هنا مقتطفات من خطبته التي أشاد فيها بالمبادرة:
(… فلما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم وادي عسفان حين حج قال: ” يا أبا بكر ، أي واد هذا ؟ ” . قال: وادي عسفان، قال: ” لقد مر به هود وصالح على بكرات حمر خطمها الليف، أزرهم العباء، وأرديتهم النمار، ( يلبون ) يحجون البيت العتيق ” أخرج هذا الحديث الإمام أحمد في مسنده وإسناده فيه ضعف، ولكن قد ثبت أن الأنبياء حجوا البيت من هذا الطريق كما في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَرَّ بِوَادِي الأَزْرَقِ فَقَالَ: ” أَيُّ وَادٍ هَذَا ؟ ” قَالُوا : وَادِي الأَزْرَقِ قَالَ: ” هَذَا وَادِي الأَزْرَقِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ هَابِطًا مِنَ الثَّنِيَّةِ وَلَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللَّهِ مِنَ التَّلْبِيَةِ ثُمَّ أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَاءَ فَقَالَ : ” أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ ؟ ” قَالُوا : ثَنِيَّةُ هَرْشَاءَ قَالَ : ” كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ وَهُوَ يُلَبِّي ، خِطَامِ نَاقَتِهِ خُلْبَةٍ وَهُوَ يُلَبِّي ” . يَعْنِي اللِّيفَ .
وقد احسنت محافظة خليص صنعا باختيارها اسم درب الانبياء لمبادرة خدمة حجاج بيت الله في طريقهم إلى مكة ضمن برنامج كيف نكون قدوة. ونحن نكون قدوة بامتثالنا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وسلوكه وفعله. وخدمة حجاج بيت الله شرف لمن يخدمهم بأي مجال كان، بالترحيب والكلمة الطيبة وإرشادهم وتعليم جاهلهم وتقديم ما يحتاجونه من مشروب ومطعم وتسهيل إجراءاتهم وعلاج مريضهم، وإسعاف محتاجهم، ومساعدة عاجزهم.
وقد كان العرب في الجاهلية يفتخرون بخدمة حجاج بيت الله وكانت القبائل تتسابق إلى ذلك. وجاء الإسلام بتعزيز كل خلق طيب جميل. وينبغي علينا أن نسارع في الانضمام للتطوع في هذا المجال وقد فتح لنا وهيء ونحتسب الأجر عند الله في كل ما نقدمه لضيوف الرحمن. ومما يثلج الصدر ما تقدمه بلادنا عموما حكومة وشعبا في خدمة الحجاج، حتى أن الحاج أصبح يتنقل بين المشاعر ويجد الطعام والشراب والخدمات الصحية المجانية مهيئة له في كل طريق. وهذا واجب علينا تجاه حجاج بيت الله بما وهبنا الله من نكون بجوار بيته وفي طريق الحجاج إليه.