بَرِيقُ الشَباب

يقول أبا العتاهية :

عريتُ منَ الشّبابِ  وكنتُ غضاً كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ

فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً   فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ

أمنيات ، كما هم الشعراء و وصف للحال الذي يلتئم به حال من شاب رأسه أعزهم الله و أكرمهم و آطال في أعمارهم و مدهم بالصحة و العافية ، و هذه الأمنية من الآماني التي يتحد بها العديد من الناس بل و سؤال حير العلماء في كون إستطاعة الإنسان صنع هذه المعجزه كما يرونها و إعادة الشباب و رفع سيوف العلم في محاربة المشيب ..

دعوني أحدثكم عن إمكانيات و توصلات البشر لهذه المؤرقه ، فإن العلماء حمداً لله ليس جميعهم يتركون الضروريات و مشاكل الأرض ثم يخترعون لنا شيء تكميلي للبرجوازيين و هذه الحالة يَطلُق عليها المفكرين ” ببلاهة العلماء ” و إنما بعضهم يُقدِر و يقيس ما يحتاجه البشر ثم يقوم بدوره كعالم وباحث في هذا الأمر و إيجاد حل مُستكشف له و كانت التوصلات ممتعة و مشوقه و غير مؤكده تماماً ..

تُقدم الشركة Cellectis الفرنسية المتخصصة في الادوية الحيوية و الهندسة الوراثية ولها عدة تفرعات في ذلك ، حلاً صرحت به منذ 5 سنوات الماضية ، بحيث تقوم بأخذ 3 ملم من الخلايا الجذعية للإنسان و تضيف على هذه العينة تقنية IPS و هذا مايحافظ عليها لمدة 50 عام ويجعلها ذات إستخدامات متعددة فيتم بذلك تعويض أي خلايا جذعية هرمت أو تلفت من جسم الإنسان عند الحاجه ، و هذا الإكتشاف من العالم الياباني ” شينيا ياماناكا ” الحاصل على جائزة نوبل في الطب مناصفة مع البريطاني جون غوردون لاكتشافهما إمكانية تحويل الخلايا الناضجة إلى خلايا جذعية ، و تُقدم هذه الخدمة من قبل الشركة الفرنسية بقيمة 62 الف دولار أمركي كإستثمار طبي تجاري كعادة شركات الأدوية ..

و يطرح المختصين تعليقاً في هذا الشأن : ‏‎‎الحقن بالخلايا الجذعية مثل باقي الأبحاث ، و أنه إلى الان لم تكتمل الصورة العلمية حول إيجابياته وسلبياته ، ولكنه يظل أحد الفروع الحديثة المتداخلة في العلوم ..

و هذا ليس من أواخر ماتوصل إليه العلماء في هذا الحدث ‏بل يوجد بحث علمي حديث من كلية الطب بجامعة هارڤارد، عكس فيه العلماء عملية الشيخوخة في الفئران بإستعمال مركب حيوي طبيعي في الجسم وهو ” +NAD ” (ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين ) ، و لقد لاحظت الدراسة أن الفئران المسنة تحتوي على كميات متدنية جداً منه فتم وضع المركب لها في مياه الشرب ، وخلال إسبوع بدأت أعراض الشباب في العضلات والحركة بشكل واضح وسليم ..

جميع هذه الطرق المتعدده و أكثر من ذلك يضعها العلم كحلول لهذا الأمر و لن أسهب في جنون العلم في عملية زرع رأس شخص في جسم شخص آخر مما أستنتج شخصياً من ذلك إذ نجحت عملية فهي ممتازة في تجديد الشباب و لايمكن التحدث بشكل دقيق في هذا الشأن سِوا بعدما نرى النتائج و نرى التأثير السيكولوجي والفسيولوجي في هذه الحالات ، و لربما نُطلق على كل ذلك جنون و البعض ربما يتهول عندما يقرأ هذا الكلام و إعلم أن هذا هو العلم و إعتمد في قرارة نفسك أن عملية زرع رأس شخص في جسد أخر نجحت على بعض الحيوانات وعاشت لمدة أيام متعددة ثم أصبحت بها مشاكل وذلك بسبب صعوبة تركيب الخلايا الجذعية لأخرى ، و الأن في تاريخ 2017 يعلن سيرجيو كانافيرو وهو طبيب الأعصاب الإيطالي بأنه قد وجد الحل لذلك و العمليات والتجارب بقيد الإجراء على البشر ..

العلم لا يُنْتَج و لايتم إكتشافه سِوا بعد الخروج من الصندق كما يطلقون عليه و أسميه ” الإطار العلمي ” في هذه الحالة العلمية ، و العديد من الاشياء الحديثة لو ذكرتها للقدماء لما صدقوك لمدى جنونها كما سوف يرونها مثل الهاتف و التلفاز والسيارات و الأجهزة الحديثة والخ..

هنا تكون بداية الإختراع بالكثير من الغرابة في الفكرة و الخروج عن المألوف ، حتى يتم الإنجاز ثم يعتاد الناس على ذلك ، و ما أقصده في هذا المقال هو نشر أخر الأحداث في ذلك من باب الثقافة العلمية و لمدى أهميته لدى العديد من الناس الذين يدور في عقولهم هذا السؤال دائماً و ليس بمستغرباً أن يكتشف العلماء ذلك في الأعوام القادمة بما أن هذه توصلاتهم الأن ، وبهذا الشكل المكتمل الذي لايخلو من إخلالات بسطية سوف يجدون لها حلول إذا شاء الله لهم ..

و من ناحية أخرى فيتأمل الإنسان في حكمة الموت من نواحي عدة و التي تؤدبنا أخلاقياً و تجعلنا مقدرين لبعضنا خوفاً من الفقدان و كذلك كون بعض الحكومات ربما لايناسبها الإكثار من أعداد المواطنين مثل الصين و ربما مصر و اليابان فيأتِ إثر ذلك قرارات في الإنجاب و تتغير دورة الحياة وتصبح ذات ملل إذ نظرنا إليها بجانب فلسفي في وجود شبه الخلود فيها ، و نعلم نحن كمسلمين و ليعلم الغرب أن ( كل نفسٍ ذائقة الموت ) سواءاً في طبيعتها كوفاة أو في اليوم الموعود و إعلم أن الله إذ أراد بهذه الإختراعات النجاح لأنجحها بإمر منه و له حكمة في كل ذلك سواءً في نجاحها أو فشلها .

 

مروان المحمدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *