نظم الشاعر أيوب الصحفي هذه القصيدة اليوم الاثنين الثامن من جمادى الأولى لعام ١٤٤٠هـ، بمناسبة تدشين صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل لمبادرة محافظة خليص لخدمة ضيوف الرحمن “درب الأنبياء” خلال زيارة سموه للمحافظة:
أتى من قمةٍ صوتٌ ينادي
صداهُ مُـرَدَّدٌ في كلِّ وادي
وعَمَّ مداهُ كلَّ الأرضِ حتى
تبـلَّـغَ في الحواضرِ والبوادي
يقولُ بلادُنا حِصنٌ مَنيعٌ
هَوَت قَـبْـلَ الوصولِ له الأعادي
ويذكرُ في البلادِ عظيمَ مجدٍ
وراياتٍ عَلتْ فوقَ العِـمادِ
بها التوحيدُ للمولى شعارٌ
وسيفُ الحقِّ سُلَّ من الغِمادِ
إذا عاداه غَمرٌ أو سفيهٌ
أطارَ الرأسَ أو قطعَ الأيادي
جعلنا من كتابِ الله دينًا
وصُغـنا من دلالتهِ المبادي
وأسّسْنا على هذا بِلادًا
تُهدِّمُ ما تفشّى من فسادِ
تعالى اللهُ ليس يضيعُ أجرًا
لِـمن نصرَ الجزيرةَ بالجِهادِ
ووحّدَها على الشرعِ المُزكّى
وألَّفَ بين أفئدةِ العبادِ
رجالٌ جاءهم حكمٌ رشيدٌ
فسارَ بهم على أمرٍ مُرادِ
إذا وَجَدَ الغمامُ خصيبَ أرضٍ
تهنّى الناسُ في وقتِ الحصادِ
سمَوْنا فوقَ حُسّادٍ لئامٍ
وخَـطَّ سموَّنا ذُهبُ المِدادِ
جبالٌ راسياتٌ لا تُبارى
وطيرُ السَّعدِ في العلياءِ شادي
لنا الحرمانِ شرّفها إلهي
وفضّلها على كلِّ البلادِ
ضيوفُ اللهِ جاؤوها كِرامًا
من الدُّوَلِ القريبةِ والبِعادِ
وبين المسجدينِ مَضوا بأمنٍ
حمَـيْـنا دربَهم من كلِّ عادي
وزِدنا فوقَ أمـنِـهِـمُ عطاءً
وليس الجودُ غَرْوًا مِن جوادِ
إلـهُ الكونِ أهدانا نعيمًا
ونحنُ مِن النعيمِ لهم نُهادي
خُلـيصٌ حلَّ فيها اليومَ نورٌ
بهيجٌ في وجوهِ الناسِ بادي
بمقدمِ خالدٍ فيها تسامَتْ
ورحَّبَ أهلُها في كلِّ نادي
فحيَّـتكُم خُـليصُ وساكنوها
وَوُدٌّ قد ترسَّخَ في الفؤادِ
وحيَّـتْكُمْ سهولٌ مُربِعاتٌ
بـسَفْحِ جبالِها الصُّلْبِ الشِّدادِ
ديارٌ مرّتِ البركاتُ فيها
قديمًا منذُ كَـنْعانٍ وعادِ
فقد كانت خُلَـيْصٌ من قديمٍ
طريقَ المرسلين إلى العبادِ
ويأتي المقتدون بهم عليها
وفودٌ رائحاتٌ أو غَوادِ
لذلك قام فيها أهلُ بذلٍ
حثيثٌ سعيُهم نحوَ الرشادِ
ودربُ الأنبياءِ بهم أُقيمتْ
مبادرةٌ بتنظيمٍ مُجادِ
تُـقدّمُ للحجيجِ من الهدايا
وتنثرُ فيهمُ طيبَ الودادِ
تقبَّلَ ربُّنا منّا جميعًا
وضاعفَ أجرَنا يومَ المعادِ
•••••••••••••••••••••••••
أيوب عبدالحميد الصحفي