إنه عصر الانطلاق والريادة، تدل مفرادته على بعضه البعض، فمثّل إطلاق أول قمر صناعي سعودي للاتصالات، أحد مفردات انطلاقة الممكلة للأمام وبالسرعة ذاتها: فكانت انطلاقة بسرعة الصاروخ، في كل المجالات كافة، وتلك رؤية طموحة ستُغير وجه الحياة في الشرق.
بالطبع لم يكن الصاروخ إنجاز اللحظة، وإنما سبقه عمل سنوات، بمدينة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بالشراكة مع المؤسسات الدولية في ذات الاختصاص، ومنها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية.
لكنّ توقيت الانطلاق، والاحتفاء به، يحمل دلالات كبرى، بحجم الرؤية الجديدة للملكة العربية السعودية، التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود حراك العلم والمعرفة والتقدم في المملكة وفي المنطقة العربية بأثرها.
تلك الانطلاقة الشبابية، لن تتوقف عند القمر الصناعي، لكنّها طامحة إلى امتلاك القدرة على تصنيع الأقمار الصناعية المختلفة، ذات الأغراض المتعددة، كتطبيقات تصوير الأرض بالحمولات الكهروضوئية، وأقمار علوم استشكاف الفضاء، والأغراض العلمية والبحثيّة.
وكلها مجالات تدل على أن المملكة الشابّة دخلت عصر منافسة الكبار، ممن يحتكرون التقنية في عالم التكنولوجيا والتطور التقني الهائل، فتقف المملكة على مذمار السباق ذاته، مع العواصم الكبرى، واشنطن، بكين، موسكو، برلين، باريس، وغيرها.
وهذا إنجاز حري بالأمة العربية أن تفخر به، ليفخر الشعب العربي أن الممكلة قائدة العرب حققت هذا الإنجاز، وأن يحلموا مع أشقائهم وإخوانهم من أفراد شعب المملكة بمزيد من التقدم والريادة.
الطريق مفتوح وسنواصل ريادتنا، والسؤال الأهم هنا، لم لا؟، فالمملكة تمتلك أدواتها الريادية كاملة، تملك القيادة الرشيدة، والموارد البشرية، وهذه قوافل المُبتعثين، تشهد على الدرجات العلمية الكبرى التي حازها أبناء المملكة في أفضل الجامعات العالمية، وتمتلك التمويل، وهو وليد اقتصاد قوي، ولديها العلاقات الوثيقة مع كبريات العواصم العالمية، التي تمسك بقبضة التقنية.
الإجابة: نحن نستطيع، القمر الصناعي الأول، هو خطوة على طريق طويل وبعيد، يسير عليه أبناء المملكة، في ظل قيادتهم الرشيدة، حالمين بأن يحققوا الإنجاز تلو الأخر، وهذه رسالتي لأبناء المملكة.. نحن نستطيع، نحن قادمون.
ماهر عاطي النعماني
مقالات سابقة للكاتب