أكد أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور محمد علي الأحمدي وهو أكاديمي مهتم بالنشاط البدني والتغذية الصحية لـ”سبق”: إن الدراسات العلمية أشارت إلى أن أكثر من 70% من الناس يجلسون حوالي 6 ساعات وأكثر في اليوم، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض الجلوس (Sitting diseases) مثل داء السكري وأمراض شرايين القلب وضغط الدم، وهشاشة العظام وحدوث الوفاة المبكرة وغيرها من الأمراض.
وأضاف الأحمدي أن عدداً من الدراسات العلمية حذرت من أن الجلوس لفترات طويلة يعد مدمراً لصحة الإنسان ويماثل في أضراره الصحية مخاطر التدخين. منوهاً إلى أنه في الحقيقة معظم الناس يموتون ببطء بسبب هذه الأمراض.
وأشار إلى أنه وبحسب آخر الإحصائيات العلمية الصادرة عن إحدى الدراسات العلمية المنشورة مؤخراً في مجلة لانست (Lancet) احتلت السعودية المركز الثالث على مستوى العالم في مستويات الخمول البدني، ولذلك يعتقد أن مخاطر الجلوس الطويل تعادل أضرار التدخين بل يوصف بأنه ” التدخين الجديد ” في عصرنا الحالي، مؤكداً بأن كثيراً من الدراسات العلمية وجدت أن التأثير السلبي للجلوس على صحة الانسان أكثر خطراً من التأثير السلبي للتدخين.
ولفت الأكاديمي إلى أنه خلال الخمس إلى العشر سنوات الماضية توالت الأدلة العلمية التي تشير إلى أن الجلوس يعد عامل خطورة أساسياً مستقلاً للإصابة بأمراض القلب. فالأشخاص الذين يقومون بممارسة النشاط البدني الموصى به (ساعة في اليوم) ولكنهم خلال بقية اليوم يقضون وقتاً طويلاً في مشاهدة التلفاز أو ألعاب الكمبيوتر والإنترنت ويجلسون لفترة طويلة في العمل أو في قيادة السيارة فإنهم لازالوا معرضين للإصابة بأمراض القلب.
ونوه بأن التوصيات العلمية الحديثة تضمنت بعض التوصيات حول السلوك الخامل، حيث توصي بالتقليل من الوقت الذي نقضيه في الجلوس لفترات طويلة كما يجب قطع فترات الجلوس الطويلة بعمل أي نشاط بدني. كما اقترح الأحمدي أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني بالقيام بأي نشاط أو حركة لمدة 10 دقائق في كل ساعة من الجلوس.
ونصح الأحمدي بزيادة معدلات ساعات الحركة والنشاط بدني إلى 15 ساعة يومياً من خلال سلوك حياة نشط، وذلك بالتقليل من عدد ساعات الجلوس ومشاهدة التلفاز واستخدام الكمبيوتر والإنترنت والجوال والألعاب الإلكترونية إلى أقل من ساعتين في اليوم. مهيباً بمن يهتم بالنشاط البدني والتغذية بأن يمارس الأنشطة اليومية الحياتية مثل المشي للمسجد والعمل وترك السيارة في أماكن بعيدة والذهاب مشياً، وصعود الدرج بدل المصعد، والقيام بالأعمال المنزلية من تنظيف ومسح وغسيل، والعمل بحديقة المنزل واللعب مع الأطفال وغيرها من الأنشطة.