في العام (١٣٦٣هـ) رأى (جويبر بن جبرى الخضيري السلمي) النور حيث ولد في هجرة ( الغروف الجنوبية ) التابعة لمركز الظبية والجمعة التي تتبع لمحافظة خليص، وترتيبه الثاني من بين إخوانه، نشأ في كنف والده الذي عُرف بالصلاح والتواضع وحب الخير.
كان ملازماً لوالده في مرحلة الطفولة المبكرة، ومعجباً بتفانيه وجلده وصبره على مشقة العمل، حيث كان والده – كحال أغلب الناس في تلك الحقبة – يمتهن الزراعة ويعمل في مزرعته الخاصة المعروفة بخصوبة أرضها ووفرة مياهها وتنوع محاصيلها.
بدأ في سن مبكرة بمساعدة والده في أعمال المزرعة، وأصبح والده يعتمد عليه في العديد من المهام اليومية، وقد كان لدى والده بعض التحفّظ على التحاق أبنائه بقطاع التعليم بسبب حاجته لهم وعدم شيوع أهمية التعليم في تلك الحقبة.
في مرحلة الشباب الأولي، شهدت المزرعة والمحاصيل الزراعية شيئاً من النشاط، وامتد البيع إلى الأسواق المجاورة، وكان هناك ما يشبه السندات، تسمي آنذاك (الرجعة)، وحيث أن الأب وأبناءه أُمّيين لا يقرأون ولا يكتبون، كان الابن يرى حيرة والده ومعاناته في متابعة وفهم تلك السندات، تلك كانت الشرارة الأولى نحو حب العلم والتعلم والتطلع بشغف لتعلم القراءة والكتابة.
تعاقبت الأيام وبلغ الفتى سن الشباب، ولا زال هاجس القراءة والكتابة يلاحقه ولا يفارق مخيلته.
وفي ظهيرة صيف أحد ايّام العام (١٣٨٢ هـ) وأثناء انشغاله بالأعمال اليومية في المزرعة، أمره والده بالذهاب إلى السوق وشراء بعض الاحتياجات المنزلية، وفي طريقة إلى السوق مرّ بجانب المدرسة الابتدائية التى تأسست حديثا آنذاك، حيث لفت انتباهه صوت الطلاب وهم يرددون بصوت عالي (قرأ … كتب)، فوقف معجبا بالصوت ولم يشعر إلا وقدماه تأخذه إلى المدرسة، استقبله مدير المدرسة آنذاك الأستاذ (رجاء بن رويجح الجبرتي رحمه الله) بحفاوة وترحيب، وبعد تبادل الأحاديث الجانبية وعندما هم بالاستئذان، أفصح للمدير عن رغبته في الالتحاق بالمدرسة، في البداية لم يأخذ المدير كلامه بمحمل الجد، حيث قال له: وأنت قد بلغت سن الرجولة (كان عمره ١٩ عاماً) وتدرس مع هؤلاء الأولاد، مشيراً بيده إلى طلاب الصف الأول الابتدائي.
لم يثنه كلام المدير عن رغبته في الالتحاق بالمدرسة ولم يزيده إلا إصراراً على التعلم، حيث قال للمدير: أنا لا أنوى مواصلة التعليم ولكن أرغب في تعلم القراءة والكتابة فقط، وعندما لمس المدير إصراره على الدراسة وافق على منحه الفرصة وقام بتسليمه الكتب المدرسية على أن يبدأ الدوام من صباح الغد.
عاد الابن متأخرٍا إلى المنزل حاملاً معه الاحتياجات التى ذهب من أجلها للسوق وحاملاً أيضاً الكتب المدرسية التى استلمها للتو، قام والده بتأنيبه على التأخير وازداد في التأنيب عندما رآى الكتب بين يديه، وقال له: هذه الكتب لا تليق برجل مثلك، عندها حاول الابن امتصاص غضب والده واستعطافه بالقول: انني لن أستمر في التعليم إنما أريد ان أخذ القدر الذي يساعدني في القراءة والحساب وأنني سوف أعوض فترة الدراسة الصباحية بالعمل مساء في المزرعة.
وبالفعل ابتدأ في الدراسة غير عابئ بفارق السن أو تهكم البعض، وقد أظهر نبوغاً مبكراً جاوز فيه زملاءه الذين سبقوه بالدراسة، لدرجة أن مشرفي التعليم -يسمون آنذاك- بـ(المفتشين) قد قاموا بنقله إلى الصف الثاني الابتدائي مباشرة وهو لم يمض سوى شهراً واحداً في الصف الأول الابتدائي.
اعترض في البداية على النقل إلى الصف الثاني بحجة أن النقل سوف يؤثر على إتقانه القراءة والكتابة، ثم وافق بعد ذلك على النقل بعد ان أقنعه المدير والمشرفين أنه لن يؤثر على تحصيله العلمي.
خلال دراسته في المرحلة الابتدائية وتحديداً في الصف الرابع الابتدائي، أكمل نصف دينه ورزق بأول مولود وهو طالباً بالصف الخامس.
وبعد إكماله للمرحلة الابتدائية عام (١٣٨٦هـ) التحق بـ(معهد مكة العلمي) حيث نبغ في التربية الإسلامية واللغة العربية، وأتم الدراسة في المعهد خلال (٦) سنوات وتخرج عام (١٣٩٢هـ).
في تلك السنة، أقر ت وزارة المعارف آنذاك بزيادة سنة دراسية تربوية لمن يرغب في التخرج كـ(معلم)، وبالرغم من حاجته المادية وأعبائه الأسرية ولكنه اختار الطريق الأصعب، حيث قرر مواصلة تعليمه في جامعة (الإمام محمد بن سعود الإسلامية) في (الرياض) في العام (١٣٩٢هـ) واختار التربية الإسلامية كتخصص وتخرج من الجامعة في عام (١٣٩٧هـ).
تم تعيينه معلماً في مدرسة (قديد المتوسطة) بتاريخ (١٣٩٧/٩/٩هـ)، ثم وكيلاً للمدرسة ، ثم مديراً لـ(متوسطة وثانوية قديد) من العام (١٤٠٦هـ) إلى (١٤٢٠هـ)، حيث قرر الانتقال إلى مدينة (جدة) وعمل وكيلاً لمدرسة (ثانوية ابن حزام) حتى تقاعده في العام (١٤٢٨هـ).
– أبرز مساهماته ومشاركاته الاجتماعية والإنسانية:
▪ المشاركة في توزيع مكرمة الملك فهد -رحمه الله- للمواطنين في العام (١٤١١هـ).
▪ عضو لجنة إصلاح ذات البين التابعة لـ(مركز الظبية والجمعة) منذ تأسيسها.
▪ عضو لجنة التنمية الاجتماعية التابعة لمركز الظبية والجمعة منذ تأسيسها.
▪ عضو المجلس المحلي بمحافظة خليص لفترتين متتاليتين من العام (١٤٣٠هـ) إلى (١٤٣٨هـ).
▪ المشاركة في العديد من اللجان التطويرية الخاصة بقرى (مركز الظبية والجمعة).
▪ مشاركاته المتعددة في اللقاءات التشاورية التي تهدف إلى تطوير محافظة خليص والقرى التابعة لها.