تركيبة المراهق العقلية والنفسية تختلف تماماً عن كل مراحل الحياة الأخرى، لذلك تجد الكثير من الأسر تعاني كثيراً من أبنائهم وتصرفاتهم، وهذه التركيبة هي سبب هذه المعاناة والفجوة الكبيرة بين المراهقين وأسرهم، ولكي تنتهي تلك المعاناة يجب على الأسر أن تعي حقيقة هذه التركيبة وهذه المرحلة السنية التي تعد أخطر مراحل الحياة.
المراهق يرى ذاته في تصرفاته سواء كانت خاطئة أو صحيحة ،ولا يسمح لأي شخص حتى بالنصيحة أن يكسر ذاته، فهو يرى مجرد النصح هو تحد له ومحاولة لكسر ذاته،وهذا هو أول الشفرات التي يجب على الأسرة أن تفهمها جيداً، وعلاجها بالحل العلقي المتجاوب مع شخصية المراهق وزمن المراهق، فلا يصح أن نعالج تصرفات مراهق في زمننا هذا كما كنا نعالج تصرفات المراهق في السابق، وهنا مربط الفرس فلكل زمن أساليبه وكيفيته وحيثيته.
ومن أفضل الطرق لعلاج التصرفات الخاطئة هي أن تغيب الأسر “العقاب” وتضع مكانه “الثواب”، بمعنى أن إذا أخطأ المراهق نحرمه من الثواب المنتظر له،كشراء سيارة أو حرمانه من امتيازات ممنوحة له كمصروفه الشخصي وما إلى ذلك، وهنا تجعل الأسرة المراهق يرى ذاته كما هي لم تمس، ويرى أن الثواب هدفه الذي يجب أن يصل إليه، ويجعل الأسرة تحكم السيطرة على ذاته دون علمه .
المراهقة من أخطر المراحل العمرية وكثير من الأسر عانت من مراهقيها، ولذلك يجب على الأسر أن لا تغفل العلم في مواجهة جموح هذه المرحلة وخطورتها، لكي تصل مع مراهقيها لبر الأمان وتتجاوز هذه المرحلة الخطيرة بكل سهولة، وبالمناسبة طريقة الثواب والعقاب التي ذكرتها هي علمية بحتة فجربوها وقولوا لي ماذا حدث معكم؟.
إبراهيم سيدي
مقالات سابقة للكاتب