ذوو السترات البيضاء

هذه رسالة إلى من يرتدون السترة البيضاء في المستشفيات، إلى من يسمون ملائكة الرحمة من البشر ،إلى الذين يسهرون الليل من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات وكل العاملين في هذه المستشفيات التي يرقد فيها على الأسرة البيضاء ممن ابتلوا بمرض وليس لهم حول ولا قوة إلا بحول الله الرحيم وقوته، ثم بعناية هؤلاء البشر الذين قيضهم الله لخدمة هؤلاء المرضى وأنا أعلم أن منهم من ينتظر تعينه وقد يعمل بدون أجر إلى أن يثبت تعينه لأمر ما أقول لهم احتسبوا الاجر في هذه الآونة فو الله انكم وأنكن لا تعلمون مدى التوفيق الذي وفقكم إياه ربكم وكم من الأجر والمثوبة إن احتسبتم عملكم النبيل هذا عند الله المنعم العاطي.

 وأنا هنا أسأل كل فرد منكم واخاطبكم مخاطبة الأب والأخ كم يكون لكم من الأجر وانتم تعطون مريضًا جرعة من دواء وأنتم سعداء بهذا العمل النبيل وتملأ قلوبكم الرحمة والحنان على هؤلاء الذين لم يستطيعوا أن يرفعوا أيديهم إلى أفواههم لتناول الدواء فأرسلكم الله لكي تضعون حبة أو جرعة دواء في فمه، وقد لا يستطيع بعض المرضى أن يتكلم ويشكركم ويثني عليكم ولكن لو تأملتم نظراتهم لعلمتم أنهم يرفعون إلى الله شكرهم لكم وثنائهم عليكم ويلهجون بالدعاء أن يثيبكم ويجزل لكم عظيم الأجر والعطاء.

 واعلموا أنكم طالما بقيتم حول المرضى تخدمونهم بإنسانية وبصدق فأنتم في ساحة جهاد وأي جهاد أفضل مما تقومون به وانتم تراعون المرضى واذكر بناتي من طبيبة وممرضة أو عاملة أن الصحابيات الجليلات في بداية ظهور الإسلام كن يشاركن في معارك الإسلام وفي ساحات الوغى يسقين العطشى ويداوين الجرحى كما انتن اليوم وبما أن الإسلام قد استقر وجاء نصر الله فأنتم تمثلون ذلك الجهاد اليوم في المستشفيات وليستحضر كل واحد منكم وواحدة منكن هذه المكانة التي وفقكم الله إاليها.

 صحيح أن ابائكم وامهاتكم قد تكبدوا المشاق وانفقوا على تعليمكم الأموال الطائلة إلى إن وصلتم لهذه المرحلة وتريدون أن تردوا لهم الجميل فلم تسعفكم الظروف لهذا الأمر وسوف تفعلون بإذن الله فاصبروا واحتسبوا هذه الفترة من عملكم عند الله تنالون رضوانه وتذكروا أن هناك من يدفع الأموال الطائلة لينال شرف ما انتم فيه فلم يكتب له التوفيق وقد كتبه الله لكم لأمر هو يعلمه سبحانه وليجزيكم الجزاء الأوفر فالصبر الصبر واجر الصابرين كبير بل ليس هناك حساب لأجر الصابرين وصدق الله العظيم إذ يقول ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) فأي كرم نلتموه وأي مكانة وصلتم إليها عند ربكم فاجعلوا هذا الأمر نصب اعينكم كلما وضعتم ارجلكم متوجهين من بيوتكم إلى أن تصلوا إلى المستشفيات ودور الرعاية الصحية للمرضى,

 كونوا على يقين تام أن الله سيكرمكم بعدها كرما ينسيكم كل تعب وجهد وعناء مما واجهتموه من قبل حفظكم الله وكتب لكم بكل خطوة حسنات تجدونها غدًا في موازين حسناتكم فأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

واعلموا أن بلادكم لا تألوا جهدا في توفير كل ما فيه سعادتكم فكونوا عونا لها واحتسبوا كل عمل تقومون به يكتب لكم ربكم السعادة في عاجل اموركم وآجله.

هذه لفته من إنسان أراد ان يشارككم بها وهو يحسب كل واحد منكم ابنًا وابنة له ولا تنسوني من صالح وخالص دعائكم وانا أرجو انكم مجابوا الدعوة لما تقومون به من عمل إنساني نبيل.

 

إبراهيم يحيى أبو ليلى

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “ذوو السترات البيضاء

عبدالكريم السالم

جزيت خيرا مقالاتك دائما هادفة والصدق فيها واضح وقد عرفت لفئة من الناس حقها وذكرت فضلها وهذا من الواجب لمن ينفع الناس ويخدم بإخلاص

غير معروف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ القدير أبو أحمد اعتذر عن الرد المتأخر على هذه المقاله التى كان لها الأثر الطيب والصدى المقبول لدي ابنتك الدكتوره إمتنان وزميلاتها حينما كتبت لهن قبل عام تقريبا هذه المقاله وذالك أثناء حديثي معك تطرقت لموضوع أطباء الامتياز خريجي البعثات الداخليه وعدم مساواتهم مع بقيه زملائهم خريجي الجامعات الحكومية من ناحيه مكافأة سنة الامتياز علما بانهم يقومون بنفس الدور والمهام وان هناك متطلبات ماليه للتسجيل في هيئه التخصصات الطيبه وعمل البحوث والتسجيل في دورات وأنهم يشعرون بالظلم والتفرقه وكل مطالباتهم باءت بالفشل وبعد انتهاء المحادثة بوقت قصير أتفاجأ بهذه المقاله ترسلها على الواتس موجهه من اب يشعر بمرارة ما يشعر به ابناؤه وبناته ، ويحثهم على المضى قدما للمستقبل بخطوات هادفه وهمة عالية ، من كاتب يحمل هموم مجتمعه ، من إنسان يحترم إنسانية الجميع ، يبشرهم ويهنئهم بالخير والمثوبة من الله ان أتقنوا دورهم بإنسانية واخلاق ومخافة الله في تخفيف ألم وتسكين وجع وإنقاذ روح ، وإن ما تلقوه من علم فإنه من أجل العلوم بعد علوم الدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *