يعد مقام إبراهيم عليه السلام من معالم المسجد الحرام، التي جعلها الله عز وجل في رحاب بيته الحرام وقرب كعبته المعظمة، بل هو آية، وسماها الله آيات قال عز وجل (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ)، هو مقام لكن الله سماه بأنه آيات لعظمة ما وقع فيه من الدلالات وقول كثير من المفسرين إنه آية بمنزلة آيات .
ومقام إبراهيم حجر ياقوته من يواقيت الجنة وهو الذي يقع داخل القفص الذهبي الذي يصلي خلفه الطائفون ركعة الطواف بعد الفراق منه امتثالا لقول الله عز وجل (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، وقد قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ: وافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاَثٍ قلت للنبي صلى لله عليه وسلم ألا تصلي خلف المقام فنزل قوله عز وجل (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، داخل هذا القفص المذهب حجر مصبوب بشيء من الفضة يرى فيه أثر قدمين هي قدما الخليل إبراهيم عليه السلام .
وعند تطاول بناء الكعبة وارتفع طلب الخليل عليه السلام الحجر فجيء به، فقام عليه ووصل إلى بناء الكعبة في طبقاتها العليا، وبذلك سمي بمقام إبراهيم عليه السلام لما هو آيات لأنه لا يزال آية باقية من بناء الكعبة على يد الخليل عليه السلام، وقدماه قصتا في هذا الحجر عليه السلام فبقي أثرها فيه، وقد كان ولايزال أثر الأصابع واضحًا رغم مرور قرون بعيدة، ولكنه مازال إلى الآن داخل هذا القفص ينظر الناظر فيه .
ولا يتمسح بالمقام ولا تلتمس فيه البركة ولا يقبل، إنما المشروع أن تصلي خلفه ركعتي الطواف فحسب، فإن كان في البيت زحام واشتد الطائفون وامتلئ المكان فإنه يشرع أن تصلى ركعتا الطواف في أي مكان في البيت الحرام، ولا يضايق المصلين في هذا المكان، إذا ما كثر الطواف لئلا يعوق طائفًا أو يضايق مسلمًا.
لا يزال هذا المقام آية وكل من قدم البيت الحرام يشعر أن ارتباط أمة الإسلام بالخليل عليه السلام وصدق الله ( مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ )، فمن صلى ركعتين خلفه استشعر ما للخليل إبراهيم عليه السلام المكانة العظيمة عند الله عز وجل وأيقظ في داخله المعاني العظام (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ) .