كنزٌ لا يُقدّر بثمن، ومواهبٌ أغلى من الذهب، وبيئةٌ خصبة منتجة، وسماءٌ مرصعةٌ بالنجوم، وقائدٌ أسطوري من طرازٍ مختلف.
ليست رواية من نسج الخيال ولا قصة من قصص ألف ليلة وليلة، بل حقيقة كامنة في محافظة خليص وبالتحديد في حي السلام بمدينة خليص.
تدور فصول الرواية حول بطلٍ حقّق بطولة المملكة في الكاراتيه لثمانِ مرات، وعلى مستوى الخليج والوطن العربي، ومع ذلك لم ينال حظه من الإعلام!.. إنه الكابتن «نادر المولد»، وهو معلم وقائد مدرسة.
مع كل الإحباطات التي واجهته إلا أنه يمتلك عزيمة جبارة قوية كتلك التي يتمتع بها لكسب خصومه وانتزاع البطولات!.
وعندما لاحظ أن هناك طاقات وشباب يمتلكون المهارة ولديهم الرغبة لإبراز مواهبهم، لم يثنيه ضعف بل انعدام الإمكانات عن تأسيس نادٍ للكاراتيه بخليص أطلق عليه اسم «مركز السلام للنشاط الاجتماعي»، واتخذ من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بخليص مظلةً له، وأخذ يتنقل بالفريق هنا وهناك يبحث عن مقر يحتوى هؤلاء الأبطال وعرض على عدد من الجهات ذات العلاقة أمره، وناشد وطالب غير أن صدى صوته لم يعد إليه، حينها عاد يبحث عن إمكاناته الخاصة كي يستثمرها لصالح برنامجه، فلم يجد سوى قطعة أرضٍ مُنِح إياها ضمن المنح الحكومية بحي السلام في مدينة خليص لتكون منزلًا له ولأبنائه، فآثر تنمية الشباب على أهل بيته وأولاده وخصّص قطعة الأرض لتكون مقرًا لمركز السلام فأخذ يبني طوبةً طوبة حتى أوجد مقرًا متواضعًا انطلق منه لتدريب شباب يمتلك مواهب عالية ونما شيئًا فشيئًا حتى بلغ عدد المُنضمّين لعضوية المركز أكثر من 70 عضوًا، وأخذ يُنمّي مهاراتهم شيئًا فشيئًا لمدة سبع سنوات، يعضده في ذلك زملاء الموهبة أشرف المغربي وفؤاد مديشيع.
وحينما وصل ببعض أعضاء الفريق لمرحلة النضج وجاهزية المشاركة في المنافسات تقدّم بهم، إلا أن قلة الإمكانات المادية تعوقه، وتقف حجر عثرة أمامه، غير أن الأبطال لا يقفون أمام التحديات ولا يتقهقرون بل ينطلقون ويتقدمون، فذهب يبحث عن حل للأزمة المالية فوجد أضعف الحلول: أن ينضم لنادي الانتصار برابغ الذي لديه إمكانات لا بأس بها، وفعلًا بمشاركة نادي الانتصار استطاع أن يشارك مؤخرًا في بطولة على مستوى المملكة العربية السعودية للكاراتيه في جدة، واستطاع تحقيق المركز الثالث في مجموع الميداليات، واستطاع الكابتن خالد المولد تحقيق المركز الأول وزميله إبراهيم المطيري المركز الثاني في وزت تحت ٧٥ كجم بينما حقق جابر المولد المركز الثالث في الوزن المفتوح، وحقق اللاعب عصام المولد المركز الثاني في وزن تحت 67 كجم . وكانت المشاركة قبل أسبوع وبالتحديد في الخامس من شهر رمضان المبارك لعام ١٤٤٠هـ.
صحيفة غران الإلكترونية زارت المركز، وتجوّلت به، ووقفت على كل صغيرة وكبيرة به، وسجّلت لقاءات وحوارات مع البطل الكابتن نادر المولد ومع ثلاثة من الأبطال وتعرفت على تضحية البطل المولد عن قُرب.
وسجّلت تساؤلات أرسلتها على شكل نداءات لعدد من الجهات والهيئات لعلها تحظى بالاهتمام:
••• سعادة محافظ خليص، وأنت تؤسس مجلسًا للشباب والرياضة وتترأسه، جهودٌ تذكر وتشكر، نأمل أن تضع كنز مركز السلام وأبطالة ذوي أولوية متقدمة في خططك وأهدافك واستراتيجياتك القادمة.
••• يا هيئة الرياضة والشباب: ألا يستحق هؤلاء الرعاية والاهتمام منكم؟!
ألا يسترعي أذهانكم هذا الحقل النفطي من المواهب أن تكلؤوهم برعايتكم، قبل أن يتلقّفهم بعض سماسرة الرياضة في بلدان مجاورة؟!
••• يا أصحاب المال والأعمال والمستثمرين في الرياضة والشباب: هنا يوجد حقل نفطي كبير ينضح بالمواهب، قد ظهرت لآلئه وجواهرة على الأرض فهلمُّوا واغتنموها.
••• يا أبناء محافظة خليص من شرقها وغربها، ويا كل المهتمين بالشأن الرياضي: أين أنتم عن هؤلاء؟!
••• يا كل المهتمين والقائمين على الرياضة والشباب بمحافظة خليص: مركز السلام بخليص يناديكم: أين أنتم؟! هل تسمعون النداء؟! أم على آذانكم وقرًا؟!
••• يا بلدية محافظة خليص: أملاً ورجاءً منح هذا البطل «نادر المولد» قطعة أرض بديلة عن أرض منزله التي أسس مركز السلام للنشاط الاجتماعي بها.
••• يا تعليم خليص: أعلِنوا عن بطولة نادر المولد للكاراتية على مستوى مدارس المكتب.
••• يا أيها الشعراء : ألم تجدوا في بطولات هؤلاء ما يستحق بناء قصيدة من عشرة أبيات؟!
••• «نادر المولد» لك من اسمك نصيب!، فأنت فعلًا جوهرة نادرة، لك منا ألف تحية وتحية.
ويا ليت شعري هل لهذه النداءات آذانًا صاغية !، وهل سنسمع مجيبٌ لتساؤلاتنا، أم سنسمع صدى صوتنا، أم سيختفي حتى صدى الصوت!!
قادِم الأيام سنجد الإجابة.. ويا خوفي من غدٍ!!.