الزواج (النكاح) نعمة من الله شرعها لعباده (فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) صدق الله العظيم .. وشُرع للمحافظة على الجنس البشري من الانقراض فهو رباط مقدس وقديسره الله لعباده ووضع له ضوابط يحفظ بها حقوق الزوجين ويعطي للمرأة والرجل حق الاختيار؛ فمثلاً اختيار الزوج للزوجة يكون بعد النظرة الشرعية لينظر كل منهما للآخر ثم تتم الموافقة بعد الرضا من الطرفين ، ثم يكون عقد النكاح بشروطه ( الولي والشهود والمهر وغيرها من المتطلبات) ، كل هذا حفاظاً على دوام ذلك الرباط وتكريماً لهما ، ثم تبدأ بعد ذلك الحياة الزوجية وتستمر بما فيها من قسوة ورفاهية ، وتكبر الأسرة بالأطفال وتتحمل مسؤولية تربيتهم التربية الحسنة على الشريعة الإسلامية ..
ولا يخلو بيت الزوجية من بعض الأزمات والمشاكل وتقلبات الأيام ، وقد تحل هذه الأزمات وتزول بأمن وأمان ، وقد تترك أثراً إيجابياً أو سلبياً ، ومن الحكمة المحافظة على الإيجابيات ومعالجة السلبيات لتستمر الحياة الزوجية.
بماذا تنتهي الحياة الزوجية ؟
تنتهي الحياة الزوجية بأمرين أحلاهما مر… الطلاق أو موت أحد الزوجين ولكن هل يستمر التواصل بعد حدوث أحد الأمرين ، فالطلاق شرعه الله بعد عجز الزوجين عن حل ما يحدث بينهما واقتضت المصلحة وقوعه فهل يكون هناك تواصل بينهما؟ ، نعم هناك تواصل إذا كان بينهما أطفال ليسعوا إلى المحافظة على هؤلاء الأطفال وعدم إهمالهما ليخرجوا أفراداً أسوياء ، كما أنه ينبغي عليهما المحافظة على ما كان بينهما من أسرار وأمور أخرى ولا يحق لأحدهما تثليب الآخر أمام الناس أو في المجالس .. قال الله تعالى (وقد افضى بعضكم الى بعض) الاية.
أما إذا كان انتهاء الحياة الزوجية بالموت فالحكم بالنسبة للمرأة معروف وهو الحداد (أربعة أشهر وعشرا) ، ومن ثم المحافظة على الأبناء وقد ترفض الزواج مرة أخرى وهي في سن الشباب احتراماً لذلك الزوج ، ويجب عليها عدم إفشاء ما كان بينهما إذا تزوجت مرة أخرى تقديراً للعشرة التي كانت بينهما .
أما إذا كان المتوفى الزوجة فالله يعين الزوج على الفراق أولاً وتربية الأولاد وخدمتهم وتلبية حاجاتهم وعليه ما على الزوجة من حقوق بعد الوفاة ، كما عليه مراعاة شعور الآخرين من أولاد وأهل تلك الزوجة وأن لا ينساها بسرعة ويقدم على أفعال تنم على أنه كأن لم يكن بينه وبينها أي حب وود وعشرة سنين.
ولا ننسى موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بعد موتها عندما أرسلت ابنته زينب قلادة أمها خديجة رضي الله عنها لتفتدي بها زوجها الأسير عند رسول الله ، فلما رآها رق لها وقال الرسول للصحابة إن شئتم تطلقوا لها أسيرها وتردوا ما افتدت به زوجها ، وذلك وفاءً لخديجة رضي الله عنها وليس حباً في ابنته .. فانظروا لعظم الوافي وعظم الموفى له فاقتدوا به يرحمكم الله .
الإنسان من طبيعته الألفة والتآلف ، فلو مات له حيوان كان يربيه لحزن عليه فما بالك بإنسانة أفنت شبابها في خدمتك وخدمة أبنائك ، فهل من الوفاء لهذه الزوجة ولم يمضي على وفاتها زمن طويل
– أن يسافر ويترك أولاده .
– أن يضحك ويتشدق في المجالس .
– أن يحضر الأفراح .
– أن يسارع بالزواج من أخرى .
– أن يسارع بإتلاف وتوزيع ممتلكاتها الشخصية.
فما رأيكم في من يفعل كل هذا ؟ .. الرأي لكم .. لا أراني وإياكم مكروه .
عبدربه المغربي
مقالات سابقة للكاتب