النضج الإجتماعي

قبل أن تقرأ هذه الكلمات إن كنت ترى أنك تملك معرفة كاملة تماما و لا يهمك معيار نُضجك الاجتماعي فلا تقرأ و استغل وقتك في أمرٍ آخر..
و إن كُنت ولابُد ستقرأ فتمعن في كل كلمة .

النضج الاجتماعي هو خليط نضجك العقلي و الانفعالي ( العاطفي ) فمتى ما كُنت تملك الإحسان لنفسك و مجتمعك و لديك الكفاءة بمسايرة الناس و تقبلهم دون ضغوط خارجية تتحكم في شخصيتك و استطعت أن تقدر الأمور بموازين و جعلت لكل شيءٍ قدره و حَكمت الحقيقة فقد ملكت نُضجك العقلي ، و متى ما كانت لديك مَلَكات التحكم الجيدة بانفعالاتك في جميع مستويات تقلباتك المزاجية و أن تُعامل الأطراف البشرية الآخرى بأساليب لطيفةٍ و لبقة لا تخدُش قلباً و لا تحطم حُلما و لا ترمي سهماً ذا ردةِ فعلٍ معاكسة فقد استوليت على نضجك العاطفي .

إن التفاعل و التناغم بين مزيج التحقق العقلي و التحكم العاطفي يُنتج لنا نضجاً مجتمعياً راقياً

فالمعادلة تقول أنه اذا حَقق العقل كمية عالية من المعرفة و المهارة الجيدة و حققت العاطفة الاستقرار النفسي للمشاعر من خلال ممارسات التعامل بالحُسنى في الحياة مع الآخرين فقد تحقق لنا النضج الإجتماعي مباشرة.

إن نُضج العقل و العاطفة يُقارب على الإكتمال حين يُبنى على قواعد أخلاقية متينة و تستعمل بمهارة متميزة مع الأخرين و من أهم هذه القواعد الأخلاقية :
– حُسن الظن بالآخرين ، فكم من علاقة ذهبت هباءاً منثوراً نتيجة سوء ظن أو تفسير تصرف بطريقة فضوضوية أو إتهام في الحقيقة التي تُنهك كاهل كل فرد .
– الكلمة في داخل أفواهنا نملكها لكن إذا غادرت منك قد تُصيب قلباً و تخدشه خدشاً أزلياً لا يبرء ، لذا فكر بالكلمة جيداً و حَكمها قبل أن ترمي بها ؛ فما أروع عبارات اللطف و اللين التي تَصنع منك فرداً مختلفاً بطيب الخلق و تَصنع من الآخرين أفراداً مُخلصين ، فقد قالو قديماً لسان العاقل مخبوء خلف عقله.
– على رِسلك لم يَكُن الكِبر يوماً طريق إلى قلوب الناس ، ثِق أنك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولاً ، لذا اجعل التواضع ديدنك و نمط حياة فالتواضع هو المعنى الحقيقي للفضيلة و الإنسانية.
– يَدُ عطائك لا تنقطع بِمَدد الأخرين بالمساعدة و المواساة فكم من مساعدة كانت شُعاع أمل و روح حياة جديدة انطلقت من ( كلمةٍ طيبة ) .
– عليك أن تُقوي أواصر العلاقة مع الآخرين و تُبعد عن تصيد أخطائهم و لتكن علاقتك بهم وثيقة و مبنيةً على الثقة و الإحترام
– و أخيراً ؛ كُن مبادراً فالمبادرون هم صُناع الحياة و الأمل المشرق لإبتسامة المجتمع .

خاتمة : ابتسم ثم وداعاً..

 

إبراهيم بن عبدالله البركاتي
مدرب تطوير أفراد – عضو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
@ibrahim4td

 

مقالات سابقة للكاتب

9 تعليق على “النضج الإجتماعي

أبو أحمد الشريف

أبدعت فأفدت استمر وسدد الله على طريق الخير خطاك

مشعل مرعي البركاتي

مقالة عظيمة أثْرَتني جداً أستاذ/ إبراهيم البركاتي
وبينما أنا أقرأ هذه الكلمات القيمة كنت أتأمل وأقارن وأربط مع نفسي واكتشفت أخيراً بأننا بالفعل بحاجة إلى النضج الاجتماعي…!

شكراً لك. ووفقك الله

غير معروف

جميل جداً ما خطته أناملك .. فعلاً

فكم من مساعدة كانت شُعاع أمل و روح حياة جديدة انطلقت من ( كلمةٍ طيبة ) .

لا فض فوك 👌🏻

سلطان

أنت جميل وكل ما تكتبه أجمل يا حبيب أخوك 🌹🌹🌹

أبو تميم

سعدت بمقالك وسعدت بلقائك سابقاً

yassin albarakati

مقاله جدا جمليه وفعلاً تأثرت من المقاله شكرا لك
أ/ ابراهيم ودعواتي لك بمزيد من التقدم والنجاح

ابو وجد

انت فعل قبل كلمة وقدوة قبل ان تتكلم حفظك الله واطال لنا بعمرك ألبسه ربي ثوب الصحة والعافية

علي ابراهيم علي العمري

ما شاء الله عليك ايها الشاب المبدع مقال في غاية الروعة سبكا ومضمونا ينم عن عمق فكري لشخصكم وثراء لغوي ومنهجية علمية …زادكم رفعة وتألقاً

N.S

رااائعة هي كتاباتك كروعتك
وان دلت على شئ فهي تدل على نضج تعاملك ورقي أخلاقك. أمثالك هم قدوة يجب الإحتذاء بها.
إلى الأمام دائماً وأبداً. وفقك الله وسدد خطاك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *