حذر معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس من اتباع الهوى والتشدد والغلو والتعصب والانتصار للرأي، لأنها تحارب الاعتدال والوسطية التي تدعو إلى التعايش والتسامح.
وقال معاليه عقب حضوره لندوة الحج السنوية الكبرى التي انطلقت اليوم بمكة المكرمة وتستمر لمدة يومين، برعاية معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بن صالح بن طاهر بنتن، بعنوان “الإسلام تعايش وتسامح”، في دورتها الرابعة والأربعين وحضرها نخبة من الفقهاء والعلماء والمفكرين والمؤثرين من داخل المملكة وخارجها : تسعى حكومة المملكة العربية السعودية منذ عقود إلى ترسيخ مفهوم التعايش والتسامح من خلال ما تقدمه الجهات المعنية من برامج وندوات ومؤتمرات علمية، ومن أبرز هذه الندوات ندوة الحج السنوية الكبرى التي تحظى كل عام بشرف المكان والزمان، فما على أبناء هذه الأمة وعلمائها وطلبة علمها إلا دعم هذه الجهود والابتعاد عن الهوى، فالهوى ما خالط شيئا إلا أفسده، وهو يضاد الوحي، مستدلًا بقول الله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ)، فمن يتبع هواه يبعد الناس عن المروءة وعن التسامح والتعايش مع الناس.
وأشار إلى أن التشدد والغلو آفة عظيمة تولد التشاحن والتباغض، وعلى المسلم أن يبتعد عن التعصب والانتصار للرأي خاصة أهل العلم، فللعلماء منزلة عظيمة في الشريعة الإسلامية ودور فاعل في المجتمع المسلم، فهم ورثة الأنبياء وميزان الأمة، فتعصبهم في الرأي أو تقاعسهم عن أداء مهمتهم وغياب دورهم عن المجتمع لهو نذير شؤم وبداية هلاك، فأهل العلم أعلم الناس بالطريق إلى التعايش والتسامح والوسطية والاعتدال.
وأشاد معالي الرئيس العام بدور وزارة الحج والعمرة قائلًا: لوزارة الحج والعمرة دور بارز ومتميز وموضوعات حيوية ذات صلة بموسم الحج والعمرة والوسطية والاعتدال، وبالقيم الإسلامية التي تدعو إلى التسامح والتعيش مع جميع الناس، فالفعاليات العلمية والثقافية التي تقوم بها وزارة الحج والعمرة كل عام منذ انطلاقها عام 1390هـ الموافق 1970م، لها أثر بالغ على الإسلام والمسلمين، وتعزز التواصل العلمي والثقافي والحضاري بين علماء الأمة الإسلامية في مختلف دول العالم.