الشباب والعمل الحر

إن الشباب هم عدة الوطن وهم السواعد الفتية التي يعتمد عليها الوطن في بنائه وتطوره وتقدمه فهم من يرفعون اسم وطنهم عاليًا بين الأوطان الأخرى ولا يمكن لأي وطن أن يقوم أو يتطور أو يرفع ذكره إلا بأيدي هؤلاء الشباب …

الشباب الذين يبذلون أرواحهم وممتلكاتهم وكل ما يملكون من مقومات الحياة لرقي وطنهم وتقدمه ولنا في ما سبق من الشباب المسلم الصادق الذي همه رفع راية الإسلام عالية؛ أمثال محمد بن القاسم الذي فتح بلاد السند وهو في سن الشباب ، وأسامة بن زيد الذي قاد جيش به كبار الصحابة واستطاعوا أن ‏يحققو انتصارات عظيمة …

‏وبهمم هؤلاء الشباب سادت الأمة الإسلامية على معظم بلدان العالم، ‏فأين أنتم يا شبابنا اليوم من هؤلاء ؟

‏إن ما نراه من أغلب شبابنا اليوم بعيد كل البعد عن حال من سبقهم ، فنجدهم متكلون على آبائهم او أمهاتهم اوإخوانهم وأخواتهم في رعايتهم وتحقيق مطالبهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عن عمل او مصدر رزق لهم يغنيهم عن أهلهم، ‏وترك خيرات البلاد وثرواتها تذهب إلى اخواننا المقيمين ولا أقصد بذلك الوظائف وإنما أقصد الأعمال الحرة فنجد شبابنا لا يريد إلا الوظيفة والراحة فيها ولا يريد العناء مع إن جُل الربح وأفضله في البيع والشراء ..  

إن حكومتنا الرشيدة لم تدخر جهداً في سبيل ‏إيجاد أعمال تناسب هوايات وطموحات الشباب  في ظل رؤية الوطن ٢٠٣٠ ، فلمن أوجدت الحكومة هذه الرؤية ؟ وما أوجدتها إلا لتحفيز الشباب والدفع بهم إلى سوق العمل للاستغناء عن الأهل والاعتماد على النفس ، ولكن السواد الأعظم من الشباب لا يزالون بعيدين عن هذه الرؤية فمتى نراهم يسيرون في ركب هذه الرؤية ليصبحوا يداً تبني لرفعة الوطن والنهوض به إلى مصاف دول العالم المتقدمة.

فيا ترى ما سبب عزوف الشباب عن الأعمال الحرة وما دور الأسرة في ذلك ؟

 

عبدربه المغربي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *