رحل من كان لجروح الطلاب بلسما، رحل من بشر بالفأل السعيد لمن قابله، رحل الأنموذج الفريد والركن الشديد، رحل من كان للطلاب وللمسلمين شفيعا.
سماحة الشيخ الأستاذ الدكتور: عقيل بن عبدالرحمن العقيل، عضو المعهد العالي للقضاء، الرئيس السابق لقسم الفقه المقارن، يترجل عن منصبه لخير خلف الأستاذ الدكتور: خالد الوذيناني – وفقه الله وزاده خيرا – ..
لكن الذي رحل ترك بصمة واضحة في القسم، وترك رسما فريدا في حضوره وتفانيه، فكان شعلة في منصبه لا تطفى، واستقبال للمراجعين بأخلاق تذكر، وتوجيه يعلى.
فلله درك يا ابن العقيل من مدير للأعمال منفذا، ولله درك من عالم فقيه، ودائباً متميزاً، ونحويا سالقاً.
قد كنت مداويا لهموم الناس وجروحهم بما تستطيع من كلمات فيها أمل براق، ومستقبل مشرق.
كنت للطلاب ناصحا ومؤدبا، ومعلما أمينا، ولهم موجها، وعلى نوائب الدهر معينا، حتى أطلق عليك الشيخ الأب المحتضن لهم، المدفق عليهم حنانا أبويا رائدا.
ثم إن سماحته كرس حياته في خدمة العلم ونشره، وخدمة طلابه، وذلك لعشقه للعلم وللطلاب من جميع دول العالم، وقد اهتم بطلابه خاصة، وتابعهم وهذا من حرص سماحته على نشر العلم بواسطة طلابه، في جميع دول العالم.
كما أن له مساهمات دعوية، لا تحصى ولا تعد، وبحوثا كثيرة في مجال الفقه الإسلامي، وله عدة برامج شهيرة بإذاعة القرآن الكريم منها، الأمة الوسط، منتدى الإذاعة، وحوارات متنوعة، إلى غير ذلك…
ومما اشتهر به الذكاء الفطري والمكتسب، وكذلك قول كلمة الحق، فلا يخاف في الله لومة لائم.
فاللهم يا كريم، يسر له الخير واجمع له أجور الأخلاق، وأجور نشر العلم، وأجور الاهتمام بطلاب العلم، واختم له بخير كما ختم حياته العملية بخير، ويسر له، وأعنه في حياته العلمية، والدعوية.
بندر الحنيشي
دكتوراة في الفقه المقارن، وعضو المحكمة الدولية بلندن
@b_alhnishi
مقالات سابقة للكاتب