وأد البنات بلا ممات

قال الله تعالى في كتابه الكريم “وإذا الموءودة سئلت *بأي ذنب قتلت ”

وقال “وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم *يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون”

كان في العصر الجاهلي يمارس ما يسمى ب (وأد البنات) لأنهم كانوا يفضلون المولود الذكر على الأنثى لذلك كانت الأنثى في ذلك الوقت تدفن في القبر وهي حية لإعتقادهم أنها سبب لجلب العار. 

ولكن عندما جاء الإسلام كافح تلك العادة الجاهلية وأمر بإحترام المرأة وأعتبر أن لها دور كبير في بناء المجتمع ورعاية الأبناء.

لكن ما نراه الآن في السنوات الأخيرة عودة وأد البنات إلى المجتمعات المسلمة ولكن بطريقة غير مباشرة أي من غير قتلهن أو دفنهن وهن أحياء..

عندما يرزق الأبوان بمولود ذكر بعد عدد من الإناث تراهم يعرضون عن تلك الفتيات وكأنهم لم ينجبوا إلا هذا المولود ، ويصبح جل إهتمامهم لهذا المولود الذكر إلى أن يكبر ويصبح الولد المدلل الذي جميع طلباته مجابة (حساب في البنك  ومصروف يومي ) وإذا طلبت إحدى أخواته طلبا ًحتى لو كان بسيطا يُقابَل طلبها بالرفض أو عدم الإهتمام ، لدرجة أن بعض الآباء والأمهات يقومون بتغيير كنيتهم على إسم ذلك المولود بمجرد وصوله بدلا من إسم البنت مع أن إبنتهم البكر تكبر الولد بعشر أو عشرين سنة ، هذا ليس تدخل في شؤون الغير  ولكن أراه هضم لحق البنت ..

ألا يكون ذلك من الوأد الغير مباشر أو كما قلت وأد بلا ممات. . حتى أن البعض يتفوه بعبارة (هذا الي طلعت بيه من الدنيا )!!!!  وبناتكم؟؟؟ ألسن لهن حق عليكم ،،ألسن هن أيضاً طلعتم بهن من الدنيا …
حتى أن الأم في بعض الأحيان لا ترضى أن يقال لولدها أي كلمة حتى ولو كانت كلمة عتاب وتراه يتطاول على أخواته البنات ولا يجد من يردعه ..

صادفت ذات يوم إحدى صديقاتي جلسنا نتبادل الحديث وحدثتني عن معاناتها مع شقيقها و والديها تقول : أخي يصغرني بعشر سنوات ولكن عندما ترين تعامله معي وكيف يتحدث إلي تظنين أنه يَكبُرني سنا هذا كله من تدليل أمي وأبي له على حسابي ،أبي لا يهتم بي ولا يلقي لكلامي بالاً أبداً حتى عندما أشكو له سوء تصرف أخي معي يزجرني ودائما ً يدعو الله أن يأتي نصيبي وأتزوج لكي يرتاح من همي ..
أصبحت دائمة الحزن لا أعرف ماذا أفعل….

….أليس هذا وأد ؟؟؟

  هذا أسميه إذا سمحتم لي (الوأد في الإسلام)  مع أننا مسلمين ولكن نمارس عادات جاهلية بطريقة غير مباشرة ……

هذا غيض من فيض …هذا جزء بسيط مما يحدث في مجتمعنا المسلم للأسف …

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:(استوصوا بالنساء خيراً)  وهذا كان آخر ما وصى به المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل وفاته…

فطوبى لمن رزق البنات المؤنسات….

                     

إيمان عثمان ونقراوي

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “وأد البنات بلا ممات

ابراهيم مهنا

لاشك أن العدل بين الأولاد ( الذكور – الاناث ) مطلب شرعي لحديث اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم وأهل العلم يقولون أنه في العطية والوهب يعطيهم كما في الميراث للذكر مثل حظ الانثيين
وأما في التكنية فلا شك أنها ترجع للعرف الاجتماعي ولها من التأثير الجاهلي شيئا والله أعلم
ولكن الناس يعرفون الابن عندما بكبر ويكنون بمن يرون ويعرفون من أولاده فينسون اسم البنت لبروز اسم الابن وظهوره مجتمعيا وهذا مشاهد فأحيانا يكنونه بالابن الاصغر لمن لايعرف الابن الأكبر ويتقبلها الأب فهو حقيقة أب لهم جميعا
وترجع للأب فإن كان يتعاير من تكنيته بابنته فهذا والله اعلم من الجاهلية
شكرا أختي الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *