عالي القرشي في أسبوعية القحطاني : شعراء الجاهلية كانوا يتغنون للسلام

استضافت أسبوعية الدكتور عبد المحسن القحطاني الناقد والمؤرخ الأدبي أ. د. عالي سرحان القرشي، ليلقي محاضرة بعنوان (السلم في التراث العربي)؛ وقد أدار المحاضرة الشاعر والإعلامي أ. خالد قماش؛ الذي بدأ الأمسية بالإشارة إلى أن الدكتور عالي من مواليد محافظة الطائف عام 1371هـ، وانه من مؤسسي الثقافة في الطائف، حيث أنه أنشأ منتدى عكاظ الثقافي في نادي الطائف الأدبي، ومجلة العلوم الإنسانية في جامعة الطائف، وكان هذا نواة لسوق عكاظ، الذي ترأس ضيفنا لجنته لعدة سنوات، وهو اليوم يلقي محاضرة عن السلم في التراث العربي، وهو موضوع مهم لقرب احتفالنا بيومنا الوطني.

ثم ألقى الدكتور عبد المحسن القحطاني كلمته الترحيبية التي أشار فيها إلى سعادته بالحضور هذه الليلة، وبالضيف الذي انتصر على وعكته الصحية، فهو رجل وديع ولكنه صلب، وهو بنى نفسه وكان له حضور قوي في فترة شهدت تجاذبا واحتقانا وكان فيها قويا، وله سيرة مكتوبة بلغة رشيقة راقية، نتطلع منه ان يكملها.

ثم بدأ الضيف محاضرته بالإشارة إلى أن الإنسان هو الكائن الذي يقدر أهمية السلام ليقوم بدوره في عمارة الارض التي استخلف من أجله لكي ينتج ويعمر الحياة، وأن ما ورد في القرآن الكريم من إعداد القوة إنما كان لحفظ السلام وحمايته من عدوان المتجاوزين.

وأضاف القرشي أن التراث العربي حافل بالعناية بالسلام، فشعراء الجاهلية الذين كانوا يبدأون قصائدهم بالبكاء على الأطلال فهذا تغني بالسلام الذي يحتاجه أقوامهم، حتى أن امرؤ القيس سافر إلى البلدان المجاورة بحثا عن السلام، وسجل ذلك في شعره.

وختم الدكتور عالي محاضرته بالحديث عن معلقة زهير بن سلمى، التي خصص قسما كبيرًا منها للحديث عن السلام والإشادة بصانعيه، وبيان أضرار الحرب، حتى أننا نستطيع أن نسميه شاعر السلام، حتى أنه جنب معلقته الرموز التي حملتها معلقات أخرى من حديث عن الصراع بين حيوانات الصحراء.

وبعد المحاضرة تم فتح باب الحوار حيث شارك فيه كل من: عبد الله سابق، د. زيد الفضيل، عبد اللّه العلويط، حسين بافقيه، الشيخ سليمان العلو، د. أشرف سالم، د. محمد ربيع الغامدي، د. يوسف العارف، سعيد فرحة الغامدي، مشعل الحارثي، فاروق باسلامة.

وفي ختام الأمسية قامت الأسبوعية كعادتها بتكريم ضيفيها، حيث قدم معالي الدكتور زهير نواب شهادة التكريم للمحاضر، وقدم الدكتور محمد ربيع الغامدي شهادة التكريم لمدير الأمسية.

جدير بالذكر أن الدكتور عالي القرشي قد حصل على الماجستير من جامعة أم القرى عام 1402هـ عن أطروحة بعنوان (المبالغة في البلاغة العربية: تاريخها وصورها)، وعلى الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1410هـ عن أطروحة بعنوان (الصورة الشعرية في شعر بشر بن أبي خازم الأسدي).

وهو أستاذ النقد بجامعة الطائف السعودية، وقد زهد في المناصب الإدارية ليتفرغ للبحث العلمي والنشاط الثقافي؛ فأصبح أحد أبرز النقاد السعوديين الذين ساهموا في صياغة مفردة الخطاب النقدي، وهو بالإضافة لكونه ناقداً مارس عملية النقد العلمي الذي يستند إلى حصيلة معرفية جعلته متصلا بمختلف أشكال النتاج الأدبي السعودي، فهو كذلك أديب وشاعر وكاتب، ساهم في تطوير الأعمال الإبداعية عبر مزيد من الدراسات النقدية التي اتسمت بالحيادية والموضوعية.

وهو غزير الإنتاج العلمي والأدبي؛ ومن أهم مؤلفاته: كتاب تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية (الذي حصل به على جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب 2014م) – تحولات النقد وحركية النص – موسوعة مكة المكرمة الجلال والجمال – الرؤية الإنسانية في حركة اللغة – أسئلة القصيدة الجديدة -شخصية الطائف الشعرية.

وضيفنا له حضور نشيط في النوادي الأدبية؛ وكتب العديد من الأعمدة الصحفية في صحيفة الرياض وغيرها خصصها للنقد والأدب، وجمع بعضها في كتابه “أنت واللغة” ، مقالات حول المناجزة الإبداعية بين اللغة والإنسان؛ وقد قام النادي الأدبي الثقافي بالطائف بطباعة أعماله النقدية الكاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *