عيوب مقدمة..

أعلم مكانة ابن خلدون العلمية جيدًا وهو عالم فذ، ونقدي هنا لمقدمته لا لعلمه أو شخصه، لكي لا يأتي شخص يقول هذا أنت وهذا ابن خلدون..

وأول عيوبها أن ابن خلدون لم يكن متمكنا من تاريخ الشرق بالشكل الذي يجعله يستطيع أن يقدم تاريخهم وحضارتهم في كتابه،  الأمر الذي يجعل نظرته العلمية الفاحصة قاصرة وهو يعلم ذلك قبل غيره فكان يجب أن يترك هذا الباب في بحثه العلمي الضخم.

وأيضا من العيوب رؤيته على أن التاريخ كل لا يتجزأ فهو يتأمل التاريخ والوقائع حوله دون أبسط أمثلة النقد وأسهلها ،فالمؤرخين الإغريق والرومان سبقوه في التاريخ وكانوا يمتازون بالنقد وعدم التحيز، مثل المؤرخ توكوتيدوس وطيطوس وغيرهم، وابن خلدون نظرته للتاريخ واسعة ولم يقم بدراسة أو نقد شي يستحق أن ينقد ويضع تحت المجهر البحثي.

لقد تناول ابن خلدون موضوع السحر والطلاسم بكل سخط ، ولكن هذا لا يكفي المؤرخ، بل كان عليه أن يذكر و ينكر نتائج السحر فتناوله لجانب في السحر دون جانب آخر وهو أقوى في فرض الحجة ألا وهي ضعف السحر وخذلان أصحابه في كل الأحوال.

وأيضا لم تكن هناك لابن خلدون صورة عقلية واضحة عن ماهية العرب في مقدمته ،ووصفهم بأوصاف أرى أنها غير مقبولة كالوحشية ،والخراب، والجهل، وملحوظ بشكل واضح تقلب المفاهيم عند ابن خلدون،  وهذا من أكثر ما أخذ من انتقادات على مقدمته.

وفي النهاية ابن خلدون عالم موسوعي ورائع جدا ونفخر به نموذجا ومثالا يحتذى به، رغم صعوبة ما عمل وعلم.

 

إبراهيم سيدي

⁦@abr14ab⁩

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *