الشمس والقمر آيتان

الشمس و القمر آيتان من آيات الله عز وجل ،من نظر إليهما بقلبه وعقله علم أنه لا عظيم على الإطلاق و لا إله حق يستحق العبودية إلا الله الواحد الأحد. 

آيتان قد بين الله عظمتها.. قال الله تعالى ( َمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً). 

فإذا ظهرت الآيات انقادت لها النفوس و التجأت إلى الله و انفكت عن الدنيا ، فيفزع إلى ذلك العارفون كما فزع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ). 

فتلك الحالة غنيمة للمؤمن يطير بها إلى رضا ربه بجناحي الخوف و الرجاء (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَن الهوى ). 

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا اللهم هل بلغت ” الصحيح الجامع .

والمتأمل في هذه النصوص الواردة في الكسوف وبيان عظم شأنه يجد أن النبي عليه الصلاة والسلام أرشدنا إلى ماينفعنا ، وما علينا فعله إذا كسفت الشمس ، فحثنا على:

– الصلاة .
– الصدقة .

أمرنا عليه الصلاة والسلام بالصدقة ، قال صاحب عون المعبود: (“وتصدقوا” فيه إشارة إلى أن الأغنياء هم المقصود بالتخويف).

– الدعاء 

عن الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قال: انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاس انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ”.

رواه البخاري ومسلم يقول صاحب عون المعبود:(أمر بالدعاء لأن النفوس عند مشاهدة ماهو خارق للعادة تكون معرضة عن الدنيا فتكون أقرب للإجابة).

– ذكر الله والاستغفار

قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- : (وفيه الندب إلى الاستغفار عند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء).

– العتق

وإن لم يكن في هذا الزمان رقابٌ تُعتق ، فالأولى أن نعمل على عتق النَّفس مِن المعاصي والذنوب . ولعل هذه الآية العظيمة تعيد العقول إلى أصحابها فيتخلون بالاستقامة والعودة لله تعالى .

– التعوذ بالله من عذاب القبر

فأحاديث فتنة القبر ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام عندمـــا كسفت الشمس، فبعد أن انتهى عليه الصلاة والسلام قال ماشاء الله أن يقول ، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر فيما رواه البخاري .

ولعل مثل هذه السنن التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم المتأمل فيها يدرك أن الكسوف إنمـا كـان بسبب المعاصي، فلا يزول إلا بالتخلص منها والعودة لله تعالى .

رزقني الله وإياكم صلاح النفس والسير على جادة الطريق وغفر لي ولكم ما مضى واصلح لنا الحال وحفظ على بلادنا امنها وزادها تمسكا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

 

نويفعة صالح الصحفي

رئيسة المجلس الاستشاري النسائي
ورئيسة اللجنة الثقافية النسائية بمحافظة خليص
ومشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص
ورئيسة مركز فتاة غران.

 

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “الشمس والقمر آيتان

عبدالله الغامدي

ما اروع هذه العبارات التى تزرع هيبة مثل هذا الحدث العظيم بعد ان تعامل معها الكثير على انه من الظواهر الطبيعية
نسأل الله ان يغفر لنا و يرحمنا و يديم على بلادنا نعمة الأمن و الامان
شكراً لك أ نويفعة

حميدة الصبحي

جزاك الله خيرا وذكرك بماينفعك..
أغلب الناس اشتغلوا بأمور بعيدة عن الغاية
العظمى من هذه الآيات الكونية.
من المؤسف أن نقرأ في أغلب الرسائل التي
تدور في جوالاتنا عن أضرار النظر إلى الشمس غدا وكيف
نحمي عيوننا وعيون أطفالنا ، ومع أهمية ذلك لكننا
نسينا العبرة المستفادة
من هذه الظواهر الكونية ،وما ينبغي على المسلم
فعله وقوله في هذه الأوقات..
اللهم وفقنا لما يرضيك عنا..

حميد اللبدي

هذا حدث عظيم كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله فحدوثهما له شان عظيم يستوجب المراجعة والذكروالتوبة والإنابة والكثير لايهتمون بذلك ماعلموا انها استجابة لله نسال الله الهداية لنا ولإخواننا المسلمين .
وجزاك الله خيرا يااستاذ ة على هذا التنبيه لهذا الحدث العظيم وبيان فضله واشتغال الناس عنه
( لايزال الخير في امتي إلى قيام الساعة ).

أحمد بن مهنا

ترك بعضهم الأسباب الشرعية للكسوف والخسوف وانشغل بالأسباب الكونية الطبيعية ، فذهب يحلل كيف يحدث الكسوف ، ولم يفكر لماذا يتكررالكسوف في هذا الزمان كل عام تقريبا بينما لم يكن كذلك فيما سبقمن الزمان ! ولم يثبت حدوثه في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا مرة واحدة وفي السنة العاشرة من الهجرة ! ثم من شغله السبب الطبيعي للكسوف ألن يقع في ذهنه أنه من العلم الذي علمه الله خلقه؟ وأنه مثلا أخبرنا بطلوع الشمس من مغربها ولا يعلم أحد متى ذلك ؟ وهو حدث يتعلق بالشمس!

شكرا للكاتبة القديرة ، على طرح كهذا في حينه المناسب.

Mns

ما أروع الفكر الجميل والطرح المتسلسل والحث وذكر العبادات عندما تحدث النوازل على المؤمن .
مقولة ان لم يكن فى هذا الزمان رقاب تعتق فالأولى ان تعتق رقابنا من الذنوب جميلة جدا وفي صلب وقلب الحدث فلعل تجنب عمل المعاصي والرجوع إلى الله عز وجل وعدم الذهاب إلى مواطن الشبهات يجنب الانسان الخوض فيها وعدم الذهاب إلى موقع المعاصي يقتلها فى مهدها وهو فعلا كما قالت الكاتبة القديرة الأستاذة نويفعة يجب المبادرة بأن تعتق رقابنا اولا .
شكرا جزيلا للطرح الجميل ومواكبة الحدث العظيم .
مع تحياتي
Mns

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *