‏لا تنتظر لآخر ( محطة ) .. !!

كنت على عجل للسفر للرياض .. ركبت

‏السيارة وتوجهت للطريق السريع ..
‏وكان ذهابي قبيل صلاة العصر .. وقلت في نفسي أقف للتزود بالوقود عند
‏محطة ( أم سدرة ) .. وأصلي هناك !!
‏تفاجأت بعد الوصل إليها بأنها مغلقة ..!!
‏إنها مشكلة .. قطعت مسافة .. وليس
‏أمامي إلا أن أجد حلا لضمان عدم
‏الانقطاع بالطريق . وبسبب إشكالية
‏التخطيط للمحطة الأخيرة .. عدت
‏راجعا لضمان التزود بالوقود لأقرب
‏محطة .. فضاع وقتي كثيرا .. بل أكثر
‏مما لو كنت تزودت بالوقود في أول
‏الطريق .. !!

‏أصبح درسا لي .. أن لا استقل سيارتي
‏للسفر إلا وقد تأكدت من أنها (FULL ).
‏وهكذا نخطئ أحيانا حينما نجعل حلولنا
‏في آخر محطاتنا .. أو نؤخرها .. وكأننا
‏متأكدين بأن طريقنا سيكون سليما
‏حتى نصل لأهدافنا .. !!

‏في عدد من مهامنا ومنعطفات حياتنا
‏نؤخر او نسوف في إنجازها .. وربما تتزاحم علينا واجبات كثيرة فننساها
‏او ننجزها على عجل أو خجل .. !!
‏وهذه مشكلة تحتاج منا لحل وتأمل.

‏هذا الطرح ذكرني .. بأننا أمام محطتين
‏لا ثالث لهما في حياتنا .. محطة الدنيا
‏ومحطة الآخرة .. والعاقل الحكيم
‏هو من يتزود في محطته الأولى بكل
‏ما يمكنه للوصول إلى الآخرة وهو مزود
‏بما يضمن _ بعد رحمة الله _ ما يؤهله
‏للدخول بسلام إلى أبواب رحمة الله ..
‏وخير الزاد ( الطاقة ) هي التقوى.
‏لأهم رحلة سفر في حياتكم وفي مختلف
‏تقلباتكم وأعمالكم وعلاقاتكم.
‏( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ).

‏وجماليات التقوى ليست في حصول الأجر فقط .. بل في تيسير العمل ..
‏وفي الخروج من المآزق .. وفي فتح
‏أبواب رزق الله (ويرزقه من حيث لا يحتسب) .. وعظمتها أن الله حافظك وهو حسبك ونعم الوكيل.

 

 

أ.د خالد الشريدة

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *