من الملاحظ في الأعوام الاخيرة أن اساليبنا في التربية اصبحت تنحو نحو الدلال المفرط والحنان الزائد للأبناء والبنات هذا الدلال يتمثل في أن جميع طلباتهم مجابة وكل رغباتهم محققة حتى وإن كانت لا تناسب أعمارهم أو كان فيها ضرراً عليهم فآصبح من المألوف أن ترى آيباد أو جوال جالكسي أوآيفون آخر موديل في يد طفل لم يتجاوز عامه الثالث ! وشبكة الواي فاي مفتوحة في البيت ٢٤ ساعة والأجهزة تعرض ماتعرض من المساويء والقبائح والطفل لا يكاد يفارق الجهاز حتى يغلبه النوم !! والأهل جاهلون أو غافلون أو يتغافلون
واصبحت ترى الطفل من شدة الدلال يملي طلباته على والديه إملاءً وربما مد يده عليهما وهما لا حول لهما ولا قوة ولا حيلة سوى الرضوخ لطلباته …
وبالمقابل انتفت الجوانب التربوية والتعليمية في البيت فلا تجد الاهتمام بتحفيظ الطفل الفاتحة وقصار الصور أو الأدعية والأذكار أو مباديء الكتابة والقراءة قبل دخول المدرسة.
إن الأطفال نعمة من الله عز وجل وهذه النعمة يترتب عليها مسؤوليات وواجبات وأعباء على الوالدين ولا تقتصر هذه المسؤوليات علر توفير المأكل والمشرب والملبس فحسب بل هناك ماهو أهم وهو التربية الفكرية والسلوكية والاهتمام بتعليم الطفل وتغذيته بالعلوم والآداب والسيرة النبوية وسير الصالحين والناجحين وحمايته من كل فكر دخيل أو عقيدة فاسدة أو ألفاظ بذيئة أو أخلاق ذميمة أو اجهزة لا تتناسب مع سنه والرهتمام بأهم أمر وهو تحفيظ القرآن الكريم والحرص على ذلك ومن المؤسف أن العجم من المسلمين يحرصون على تعليم وتحفظ أبنادهم القرآن منذ سن الطفولة ونحن أمة العرب ومهبط الوحي الذين نرل القرآن بلسانهم زاهدين فيه !
خلاصة القول اتقوا الله فيما أنعم به عليكم من الذرية وتقواها أن تنشئها كما يحب ربنا ويرضى وأن نمسك العصا من الوسط فلا إفراط في الحنان والدلال ولا قسوة وغلظة مفرطة.