أن تكون قائد طائرة حلم طالما داعب مخيلة الكثير من الأطفال وحلقوا بهذه الشخصية في خيالاتهم إلى بلدان شتى، ولكن أن يتحقق الحلم ويصبح حقيقة فإن هذا الأمر يتطلب توفر عدة عوامل من أهمها تحقيق نجاحات في المسيرة العلمية مسنودة بحافز يدفع للوصول لهذه المهنة التي طالما عاش معها الطفل في أحلامه.
أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران لم تكتفي بتدريب وتطوير طاقم الطائرة من طيارين وملاحين جويين فحسب بل اختارت أن يكون لها دور في تنمية وتعزيز طموح الطلاب باستقبالهم وتعريفهم بكافة الأقسام والأدوار التي تقدمها الأكاديمية.
ومع أول أيام السنة الميلادية الجديدة ١ يناير ٢٠٢٠ استقبلت أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران بالتعاون مع مجموعة صناع السعادة التطوعية التابعة لجمعية الثقافة والفنون أبناء المؤسسة الخيرية الاخاء لرعاية الايتام، وتجولت معهم في الأكاديمية المكونة من مبنى لتدريب الطيارين ومبنى لسلامة الطيران تعرفوا من خلالها على كيفية تدريب الطيارين وتنفيذ تجربة رحلة جوية على اجهزة الطيران التشبيهية، لتحقق لابناء الاخاء حلم كان يراودهم منذ الطفولة تخيلوا فيه كيف تكون تجربة قيادة الطائرة.
في هذا اليوم تحديداً ١/١ من كل عام نختار نحن مجموعة صناع السعادة أن نبدأ عامنا الجديد برفقة الأبناء الأيتام، ومع بداية ٢٠٢٠ اختارنا لهم أن يحلقوا مع آمالهم ويصلوا بطموحاتهم لعنان السماء فقد نحلق يوماً في رحلة جوية مع أحدهم ونكون سبباً بعد الله في تحفيزهم لدخول هذا القطاع.
لم نكن نحن مجموعة صناع السعادة حريصون على تحقيق جو أسري مع أبنائنا الأيتام أثناء هذه الزيارة بل تنافس معنا الكابتن اسماعيل الكشي مدير عام الأكاديمية والكابتن عماد الصيادي مدير تدريب الطيارين والمهندس سعد الجعيد منسق الشراكة المجتمعية ومجموعة من المدربين الأفاضل في الأكاديمية لتحقيق هذه الغاية، وكانوا بمثابة الأباء الناصحين الملهمين لهم وخلقوا أجواءً من الإيجابية والسعادة استمرت في ذاكرة أبنائنا إلى ما بعد مغادرتهم.
ختاماً ..إذا أردت أن تعرف معنى السعادة شاهد أثر الخير الذي قدمته لغيرك في ملامحه.
وإذا أردت النجاح عليك أن تحلم به أولاً فلابد أن يأتي يوم تعانقه فيه واقعاً لايقبل الخيال.
أسماء الغابري
مقالات سابقة للكاتب