علموا أولادكم العقيدة الصحيحة بأقوالكم وأفعالكم فلا يصرف شيء من العبادة إلا لله ، ولا يُخاف إلا منه فبيده الضر والنفع ولن يستطيع البشر أجمعون أن ينفعوك أو يضروك إلا بما كتب الله لك أو عليك ، وبذلك لن يخاف إلا من الله ولا يخشى إلا الله.
يجب أن نعلم أبناءنا خطورة سفك الدم الحرام ، وأنه من الجرم الذي لا تنتهي محاكمته إلا يوم القيامة ، فأول ما يقضي الله فيه يوم القيامة هو الدماء ، يوم يأتي المقتول حاملاً رأسه ممسكاً بمن قتله فيقول يارب سل هذا فيما قتلني!!
ولنعلمهم بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن من فتن آخر الزمن الهرج وهو القتل حتى قال : لا يدري القاتل فيما قَتل ولا المقتول فيما قُتل ، فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )..
وعنه رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ )..
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ . قِيلَ : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَال : الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ . قَالُوا : أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ . قَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ ) ..
كما نعلمهم خطورة إختلال أمن المسلمين والتفرقة بينهم ووجوب الإعتصام بحبل الله وأن نكون أمة واحدة ، يقول تعالى { وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ } .
ولنعلمهم خطورة الخروج على ولاة الأمر وإن أنكرت منهم ما أنكرت ما أقاموا فيكم الصلاة تلك وصية رسول الله ﷺ ، ولنبين لهم مذهب الخوارج وتكفيرهم المسلمين واستباحة دمائهم وإن اختلفت مسمياتهم ، وأنهم يخرجون من الإسلام كما يخرج السهم من الرمية .
هذا سيكون بإذن الله لهم حاجز من أن ينجروا وراء من يغرر بهم من داعش أو داحس أو الغبراء أو أمم الكفر أجمع ، لأن المبدأ واحد وإن اختلفت المسميات ، فما يكون اليوم بإسم قد يأتي بعد ذلك بإسم آخر .
نسأل الله أن يرد كيد كل من يريد كيداً بالإسلام وأهله ، وأن يهدي ضال المسلمين وأن يهدينا لما أُختلف فيه من الحق بإذنه ، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا واستقرارنا ورخاءنا وولاة أمرنا ، وأن يوفقهم لما فيه عز الإسلام والمسلمين .
مقالات سابقة للكاتب