حياة الابن في حِلَق التحفيظ

الحمدُ لله الذي يرفع بالكتاب أقواماً ويضع به آخرين ,وأشهد أن لا الهَ إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله أنزل الله عليه القرآن هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان وبعد :

فإن الحديث عن فضل القرآن وتعلمه وتعليمه لا يسعه مقال , فلن نوفي القرآن حقه وإن أطلنا فيه الحديث .

القرآن هدى لصاحبه وتربيةً له ، لا يُمَل من قراءته وتكراره بل إنَّ كلما زدت في تلاوته لكلما ازددت خشوعاً وتعلقاً به , صاحب القرآن حياته كلها نورٌ على نور وفتحٌ على فتح يهدي الله لنورهِ من يشاء .

كم من أبواب مغلقة فُتحت وهمومٌ عُسُر تيسرت بفضل وأجر قراءة القرآن ، ولعله من المهم أن يُدرك الآباء أهمية وفضل تعليم القرآن لأبنائهم وأن يزرعوا فيهم الرغبة في حفظه والشروع في حلقات التحفيظ فالقرآن لهم ناصحٌ أمين وهاديهم بإذن الله إلى صراطٍ مستقيم , قيل لأحد الآباء علم ابنك القرآن وسيعلمه كل شي .. نعم إنه فضل القرآن .

أيها الأب العزيز إن تربية النشء تزداد صعوبةً يوماً بعد يوم وملهيات العصر غزت كل منزل وتأثر بها كلُ صغير وكبير وأسهل طريقة لحفظ ابنك من مكر الزمان ورفقة الشر بإذن الله هي القرآن الكريم ، علاوةً أن حلقات التحفيظ تنظم جدول ابنك وتكون له بإذن الله سبباً في تفوقه الدراسي فأغلب من رأيتهم في حلقات التحفيظ هم متفوقين بين زملاء صفهم ومن الأوائل في مدارسهم .

وغير ذلك مما يكتسبه الابن بعد تعلم القرآن من تقوية مهارة الحفظ وقوة الذاكرة وفصاحة اللسان وحسن الخلق ومحبة الناس له .

وأجر وفضل القرآن لا يقتصر على الابن ومعلمه فحسب بل يسعك أيها الأب من أجر تلاوة وحفظ ابنك للقرآن بإذن الله .

القرآن مثل المسك الذي تفوح عطوره في الأرجاء فلا يعطي إلا الخير والبركة والحسنات وفي نفس الوقت فإنه يمنع الشر عن صاحبه ويعطي النور لوجهه ، ومن أراد أن يكون أبناؤه في أرفع الدرجات في الدنيا والآخرة فما عليه إلا أن يعلمهم القرآن ويجعلهم يحفظونه لينالوا بذلك حفظه كاملاً وينال والديهم تيجان الوقار .

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُور. لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُور}.(فاطر29-30) .

 

 عمر فهيم النجار

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *