وقائع من الواقع (١٣)

( تحية لمجتمع غران ) 

فُطرت الحياة على التجدد والتقلب ( يقلب الليل والنهار) وعلى الحركة  (والشمس تجري لمستقر لها ) وعلى الضعف بعد القوة والخبت بعد السطعان ( حتى عاد كالعرجون القديم ) 

وهكذا تظل الحياة حياة بالتغير  والتطور، 

وسُخرت كلها للإنسان  وقد جُعل خلقه  في أحسن تقويم ، مستويا قائما مزينا بالعقل وغيره من الأحياء منكبا ! 

ولعل من يتفكر ومن غير جهد  يدرك  أن التغير والتجدد وموافقة  المناسب ومعالجة القديم من العادات  وصيانة بعضها ، وتجديد كثير من المستلزمات الحياتية ، وإحداث قوانين مجتمعية جديدة  لتنظيم الجديد والمتجدد في  سير الحياة الاجتماعية وقبول ما فرض وجوده منها فكان جزءا من الواقع  لابد من ترك مساحة له  ووضع خطوط  كالخريطة تنظمه وتسهل الانتفاع به ، 

– ذلك هو صفة  في قمة مرتفعات المجتمعات الراقية التي تفهم الحياة  وتحسن قيادتها  .

– فتحية لمجتمع  مدينة غران :

اكتفوا بالمصافحة في التعزية  ، أخذوا بالأفضل والأيسر والأسلم ، استجابوا سريعا  لمن نادى به   ، وظفوا وسائل التواصل الاجتماعي للمواساة بدلا من  العادة القديمة  التي شاخت وصارت تسبب أعباء مع كثرة الناس واتساع العلاقات وسهولة انتشار الأخبار حتى رأينا  استئجار القاعات واستئجار مقدمين للضيافة  على مدى ثلاثة أيام  ، تكاليف  يتحملها الورثة  فوق مصيبتهم  بالمفقود ، ومنهم  من ينوء بحملها  ووالله أنه بلغني  أن قرابة المتوفى في بعض نواحي محافظتنا يتحملون  كلهم  – تعاونا بينهم-  تلك المصاريف  !

لكن مجتمع مدينة غران  مجتمعٌ  فعلا  راقي !  ما أسرع مايستجيب للتحضر المستمد من ديننا  (تركتُ فيكم ما إن تَمَسَّكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسُنَّتي)

وسبق لهم في باب  تطوير وتجديد وتحسين عادات المجتمع الكثير   ،   في  حفلات  الزواج ،  في المعايدة  ،  في الضيافات ، وغيرها  ،وفي تشجيع الشباب ، وتأسيس الجمعيات  والمراكز  ومد يد العون  للآخرين  وفي التعاون مع  المؤسسات والإدارات التي تقدم الخدمة  للمواطنين الحكومية منها والأهلية … ولعل سر ذلك  وعي وتحضر  صنع استجابة  فاعلة  من قبل الجميع  لما تحتاجه الحياة لتكون سهلة ماتعة  لاعوج فيها .

ولعل من يقرأ  خاطرتي هذه  أن يضيف من ذاكرته شواهد أخرى عليها .

فتحية بعد تحية مع التقدير لأهالي مدينة غران !

 

 

أحمد مهنا الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “وقائع من الواقع (١٣)

متابعة لحقائق من الواقع

لا فض فوك ياكاتبنا المميز و اقول تعليقا على ماكتبت هذا دأب المجتمعات المتحضرة والواعية التي تفلتر العادات والتقاليد الجيدة من السقيمة و تتمسك بماهو خير لها .

غير معروف

لا نفد مداد قلمك استاذنا الكبير

نويفعة الصحفي

اولاً ؛ نحمد الله عز وجل فهو الهادي إلى سواء السبيل ، والمسلم ملزم أن يستضيء بتعاليم الدين الإسلامي وهدي نينا محمد صل الله عليه وسلم .
ثانياً ؛ كوني ابنة هذه المدينة فأنا أرى أن للمثقفين في هذا المجتمع الدور في تعزيز هذا التوجه الطيب ولعلي هنا استحضر ما يؤكد عليه دائماً الدكتور الفاضل علي بن أحمد الصحفي ويطبقه بنفسه جزاه الله عنا خير وكتب اجره .
كذلك دور صحيفتنا الغراء صحيفة غراس بكل قنواتها وما تنادي به من توجيهات وتنبيهات ايجابية ذات علاقة بجوانب الحياة تنم عن وعي القائمين على هذا المنبر الإعلامي الرائد فلهم الشكر والتقدير .
وكل ذلك ماكان له أن ينجح ويصبح واقع في الحياة الا بتوفيق الله أولاً ثم نسبة الوعي الثقافي الجيد الذي يتمتع به ابناء هذا المجتمع حيث اصبح دورهم ريادي وتجاوبهم ملحوظ ولله الحمد. حرصاً منهم على التخفيف والتيسير على أنفسهم وعلى غيرهم وهذا بلاشك توجه إيجابي نسأل الله التوفيق ومزيداً من نور البصر والبصيرة .
وختاماً نشكركم أستاذ أحمد بن مهنا فأنتم قامة لها بصمتها تعليمياً ومجتمعياً وادبياً وثقافياً على ابناء هذا المجتمع فشكراً لكم بارك فيكم.

خالد بن محمد الأنصاري

ما أجمل أن يعي أفراد العائلة والمجتمع أهمية التغيير والتحسين نحو الأفضل ولو بترك بعض العادات والتقاليد المرهقة والمخالفة لما عليه قواعد الشريعة من التيسير على الناس في أمور دينهم ودنياهم.
وأعرف بعض أفراد من الأسر اكتفوا فيما يتعلق بالزواج ومراسمه فجعلوه مختصرا بين عدد محدود جدا للتقليل من الأعباء الاجتماعية والمادية ولهم جزيل الشكر ولكاتبنا القدير الأستاذ أحمد الصحفي على هذا الطرح الرائع.

من أبناء وطلاب الأستاذ والشيخ القدير أحمد بن مهنا

أنتم قدوة في المجتمع وتأييدكم وتشجيعكم للناس على مثل هذه الأعمال أمر مهم . جزاكم الله خير ووفقكم

محب للخير وأهله

ماأجمل رُقي كلماتك أُستاذي .. أنت مِثال رائع وقدوة حسنة في المجتمع كلماتك ، تشجعيك ، تأييدك ، شكرك وطيبك
كل التحايا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *