لكل إنسان وطن يعشقه ويتغنى بأمجاده وحباً لأرضه لا يساويه حباً ويهيم به فلا يعلوه هيام ..
فجميعا نختلف في العديد من الصفات والآراء والأفكار والثقافات والميول ولكن جميعنا نجتمع على أمر واحد ألا وهو حب أوطاننا .
وبهذه الفترة الحساسة يمر العالم بأسره بجائحة أثّرت على كل الأمور الاقتصادية والدبلوماسية والرياضية والسياحية والصناعية والصحية ولم تسلم منه دولة من شرق العالم إلى غربه ومن أدناه إلى أقصاه .
فعلا هنا يتجلى ويتضح حب الأوطان .. كيف لا فمنذ أن سمع العالم بما حدث بمدينة ووهان الصينية بنهاية عام 2019 وبداية انتشار وباء كورونا المطور والناس بين مكذب ومصدق ، هل هو حلم أم حقيقة ؟ هل هي حرب عالمية أم حدث طبيعي ؟ فتوجهت الأنظار لمراقبة الحدث بالصين ولم يتوقع العالم أن هذا قد يتحول من حدث إقليمي إلى حدث عالمي .
ولم تمضِ شهوراً قليلة من العام الجديد 2020 م إلا وأصبح العالم بأسره يعاني من هذا البلاء وتحول إلى وباء ثم إلى جائحة ..
فبدأت المملكة العربية السعودية بوضع الخطط الاستباقية قبل أن تبدأ دول متطورة بتنفيذ الاحترازات وأصبحت تسن القوانين وتضع الإجراءات ، وكانت قرارات قوية لا تمنحك فرصة للمناقشة وهذه تحسب لقيادة المملكة العربية السعودية بزعامة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية 2030 التي تركز على صناعة الإنسان السعودي الذي يُدير أمور هذا الوطن ليسابق الدول العظمى.
وخلال هذا الانشغال العالمي أصرت القيادة السعودية كما هو معتاد منها دوماً أن تدير الأزمات وتتطلع إلى نجاحات لأنها دوماً تتحدى الصعوبات بعون الرحمن وقيادتها الحكيمة وشعبها الطموح .
وكون السعودية هي قائدة مجموعة العشرين G20 لعام 2020 م ، حاولت القيادة الحكومية جاهدة تفعيل دورها بعقد أولى الاجتماعات لمعالجة ووضع أفضل الحلول للمساعدة بتجاوز العالم لأزمة كورونا ، وفعلاً عُقد الاجتماع الأول عبر الأنظمة الإلكترونية وأديرت الجلسات بين عواصم الدول العشرين وافتتح خادم الحرمين جلسة المؤتمر عبر تعاون العديد من الوزارات الخارجية والإعلام والثقافة .
وكانت القلب النابض لإدارة هذا المؤتمر إحدى أهم الهيئات التي أسست حديثاً وبكفاءات شابة إنها هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي والتي تعول عليها قيادة السعودية الكثير والكثير للمستقبل التقني الذي سوف يساهم بتحقيق رؤية 2030 وما بعد ذلك .
فشكرا قيادتنا الحكيمة التي زرعت الحب والعلم والمعرفة ولم تبخل على أبنائها بإيفادهم لأرقى الجامعات والكليات بدول العالم ليحصلون على أعلى الدرجات العلمية في جميع العلوم واليوم هي تحصد ذلك الاستثمار بأبنائها من الجنسين من أجل المساهمة ببناء السعودية الجديدة لتكون دولتهم من الدول التي لها الريادة والسيادة بقيادة العالم فهم اليوم من يديرون أزمة كورونا بالكوادر الطبية وإدارة المستشفيات للاهتمام بمعالجة كل من يتعرض للجائحة ، وهم من يديرون الصناعات والمنتجات البترولية والبتروكيميائية ..
والشباب الذين يعملون بالاتصالات والذكاء الاصطناعي لخلق منظومات من التواصل وإدارة الحكومة الالكترونية ،وإدارة الاقتصاد الرقمي لحركة البنوك ، وأيضا أبناؤها من يديرون مراجعه ومعالجة أي أخطاء لتكون التجارة والوفرة بالأسواق على أعلى درجة ومحاربة أي فاسد يحاول استغلال الأزمة ، ناهيك عن الإدارة الأمنية بجميع القطاعات التي تحمي الحدود وتطبق الإجراءات بالداخل من حماية مواطنين وأخوة مقيمين لتعود الحياة إلى طبيعتها .
فعلاً القيادة السعودية زرعت لعقود وسنوات للاستثمار بالمواطن السعودي ، والآن هي تحصد بالوفاء أن السعوديين هم صناع السعودية العظمى…
د. محمد عيد السريحي
مقالات سابقة للكاتب