بين الاستنفار والاستهتار

بسم الله الرحمن الرحيم…

يقول الرسول الكريم ﷺ(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه) ويقول ﷺ: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))؛ رواه البخاري ومسلم من هذا المنطلق نقول لقد تعجبت كثيرًا حتى حيرني العجب من قوم هداهم الله وأنار بصائرهم ونحن في هذه الأزمة التي نسأل الله أن يقيناها وأن يزيل الغمة عن الأمة.

 فهناك بعض الذين لم يستشعروا فظاعة ما يفعلون حين يقومون بإرسال النكات في الوقت الذي كان من الواجب على الجميع التوجه إلى الله بالدعاء والإلحاح حتى يرحمنا الله ويرفع ما نزل بنا فنحن في أشد الحاجة إلى رحمة الله وعونه وأقول لمن يفعل ذلك ألم تعرف أن هناك أخوة لك مسلمين فقد وحّدت هذه الأزمة كل البشر على حد سواء وأنت لست بمأمن من هذا الوباء أجارني الله وإياك والمسلمين بل والعالم أجمع.

ألم يأتك نبأ الذي أصابه هذا المرض ونحن نعلم كيف حاله وحال أهله وذويه من هم وحزن وتضرع إلى الله ألم تفكر يامن تتضاحك وترسل النكات عن هذا الوباء ربما تكون أنت في ذلك الموقف فهل ترضى أن تسمع وأنت في أشد الحاجة الى دعوة من أخيك بأن يرفع الله ما نزل بك فماذا يكون موقفك إن سمعت أحدهم يضحك ويرسل النكات وأنت في تلك الحالة.

 فلنكن أكثر وعياً وإدراكاً للأمور ولا نجعل كل حياتنا ضحك ولعب حتى ونحن في أشد الحالات حرجاً بل الواجب علينا المساندة والبذل والدعاء لهم بقدر المستطاع ونحن نرى أن هذا الوباء لم يستثني أحدا قط حتي الذين ليسوا على ديننا لا يجوز لنا أن نطلق النكات حول ما أصابهم.

فلقد سمعت قبل أن يتفشى هذا الوباء وعندما بدأ في الصين أحدهم أطلق نكتة قال فيها (إن كل ما يأتينا من صناعات الصين ومن بضاعة هي تقليد إلا كرونا فهو أصلي) ويجدر بنا مادام ديننا الإسلام وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نكون أكثر تماسكًا ومودة وتعاطفاً مع جميع البشر.

فقد جاء في البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قَالَ كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ, فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ, فَقَامَا, فَقِيلَ لَهُمَا: إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ – أَيْ: مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ – فَقَالَا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ, فَقَامَ, فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ, فَقَالَ: أَلَيْسَتْ نَفْسًا) .

نعم هذا هو خلق المسلمين ونعتز ونحمد الله كثيرا، وفي بعض منعرجات الحياة لابد ان نتوقف لحظات لنتبين خارطة وبوصلة اتجاهاتنا كي لا نتوه ونفقد موانئنا الأمنة التي تبحر إليها سفننا ولكي لا ينتقدنا الناس ويتهموننا بأننا لا نجيد الإبحار في الأجواء العاصفة وأيضا لكي لا نجرح الآخرين ببعض تصرفاتنا قد نكون إنما نفعل هذا بعفوية تامة ولكن أن أردنا أن نتبين الحقيقة علينا أن نضع أنفسنا موضع من أصابهم هذا الأمر ولنعلم أن العالم أصبح قرية صغيرة يعرف كل سكانها الأخر بضغطة زر فلا ينبغي أن يشاع عنا أننا نتضاحك ونستهتر في وقت الاستنفار للعالم أجمع،  فالأمر شديد على الكل فعلينا ان نكون في موضع المسئولية وهذا الامر الذي حدث سيزول بإذن الله تعالى ونحن متفائلون وعلى ثقة بان هذه الغمة زائلة حين يأذن ربنا ولكن علينا ان نتخذ سبل زوالها المعروفة لكل ذي عقل راجح.

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي

ياربّ!، هبّتْ شعوبٌ من منيّتها
واستيقظتْ أممٌ من رقدةِ العدمِ

سعدٌ، ونحسٌ، ومُلكٌ أنت مالِكهُ
تُديلُ مِن نِعَمٍ فيه، ومِن نِقَمِ

رأى قضاؤكَ فيما رأيَ حكمِته
أَكرِمْ بوجهكِ من قاضٍ ومنتقمِ

فالطُفْ لأجل رسولِ العالمينَ بنا
ولا تزدْ قومَه خسفًا، ولا تُسمِ

 يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ

 فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ

 فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وردنا إليك ردًا جميلاً يا كريم.

 

إبراهيم يحيى أبوليلى

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “بين الاستنفار والاستهتار

غير معروف

صح لسانك ياأباليلى وجزاك الله خيرالجزاء .
أتمنى لك حياة طيبة أنت ومن تحب .
أسأل الله العظيم أن يجمعنا قريباً بعد زوال هذه
الغمة . والسلام ختام .أبوشعيب

غير معروف

نعم والله النفس البشرية ليست موضوع للإستهزاء والكلام السخيف ليست موضوع للهزل والضحك
فقد كرم الله الإنسان فكيف لنا نحن البشر ان تستهزء به وبكل استهتار

غير معروف

نعم والله النفس البشرية ليست موضوع للإستهزاء والكلام السخيف ليست موضوع للهزل والضحك
فقد كرم الله الإنسان فكيف لنا نحن البشر ان تستهزء به وبكل استهتار
وجزا ك الله عنا خير الجزاء ابا ليلى

عبد العزيز تراوري

نعم والله النفس البشرية ليست موضوع للإستهزاء والكلام السخيف ليست موضوع للهزل والضحك
فقد كرم الله الإنسان فكيف لنا نحن البشر ان تستهزء به وبكل استهتار
وجزا ك الله عنا خير الجزاء ابا ليلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *