الوقاية علاج لوباءٍ لمْ يكتشفْ علاجهُ !

أزمةُ كورونا وباءً اجتاحَ العالمُ وسطَ صدمةٍ مهيبةٍ تعدتْ كلَ علماءَ البشريةِ وقادةُ الدولِ والشعوبِ ولمْ تستثنيَ لا دولةً عظمى ولا دولةً ناميةً ، على ظهرِ الأرضِ ، إنها أزمةٌ تكتوي بها الأممُ الغنيةُ والفقيرةُ . . . 

ستمرُ أزمةَ كورونا بحولِ اللهِ كما مرَ غيرها منْ المحنِ والأزماتِ التي تعرضتْ لها البشريةُ لكنْ منْ المؤكدِ أنها ستتركُ بصماتها بشكلٍ واضحٍ على النظامِ العالميِ بأسرهِ . . وسوفَ نرى عالمُ ما بعدَ كورونا مختلفٍ عما قبلهِ في كلِ مجالاتهِ العلميةِ والاقتصاديةِ والصحيةِ والمجتمعيةِ . إلخْ . . .

ولعلَ منْ أهمِ العيوبِ التي كشفتْ لنا بعد تفشي هذا الوباءِ هشاشةَ النظامِ الصحيِ في أغلبِ دولِ العالمِ المتقدمِ والذي كنا ننظرُ إليهِ بنظرةِ التقدميةِ التطوريةِ بلْ وأحيانا نراهُ نموذجا للتطبيقِ في دولِ العالمِ الثالثِ .

والآنُ قدْ تعرى هذا النظامِ المتقدمِ أمامَ جائحةٍ كورونا ورأينا الجائحةَ تهزهُ هزا وتبعثرهُ أمامنا بلا غطاءٍ فقدَ شاهدُ العالمِ كلهِ جثثُ الضحايا داخلَ البراداتِ ومرضى في الساحاتِ والشوارعِ والممراتِ .. إلخْ ، وكلها مناظرُ مؤلمةٌ للبشريةِ جمعاءَ . . حدثَ هذا الأمرِ الجللِ رغمَ الطفرةِ الصناعيةِ التي يشهدها العالمُ ، وانتشارَ الذكاءِ الصناعيِ ، واختراقَ الفضاءِ ، إلا أنَ العالمَ لمْ يكنْ مهيئا لأيٍ منْ خططِ الطوارئِ للحمايةِ ولا حتى في الأخذِ بالأسبابِ الوقائيةِ فقدْ تأخرَ كثيرا في ذلكَ . . .

ونحنْ جزءً منْ هذا العالمِ في مواجهةِ هذا الوباءِ إلا أنَ قيادتنا الحكيمةَ استبقتْ الوباءَ قبلَ وصولهِ إلينا بخطواتٍ تنمُ عنْ وعيٍ تامٍ بمخاطرهِ .
وبحكمه ومسؤليه قادتنا حفظهم الله فعلى الفورِ بدأتْ مملكتنا الحبيبة في تنفيذِ خططها الاستباقيةِ والإجراءاتْ الإحترازيةَ والقراراتِ القويةِ التي أذهلتْ العالمَ والذي بدأَ مؤخرا بالإشادةِ بها..

أنَ هذا الوباءِ معَ كلِ ما بذلَ منْ إجراءاتٍ صحيةٍ واحترازيةٍ وتجهيزاتِ صحية عاليةٍ الجودةِ إلا أنَ المواطنَ والمقيمَ همْ المرتكزَ الأولِ ومحورُ الوقايةِ منْ هذا الوباءِ وهمْ منْ يرتكزُ عليهمْ الوطنُ بعدَ اللهِ في الخروجِ منْ هذهِ الأزمة بسلامة للجميعِ دونَ آثارٍ تحزننا أو آلام توجعنا . .

وعلينا أنْ نتذكرَ جيدا أنَ الخطورةَ ليستْ فقطْ في الإصابةُ بالفيروسِ ، بلْ في عدمِ الالتزامِ بالتوجيهاتِ الوقائيةِ التي تصدرُ لنا منْ الجهاتِ الرسميةِ . .

فعلينا الاستمرارُ في البقاءِ في منازلنا وتطبيقِ شعارِ كلنا مسؤولُ فعليا بالإبلاغِ عنْ كلٍ متهاونٍ ومستهترٍ بهذهِ التوجيهات والتعليمات ”
حتى لا تهدمَ جهودَ كلِ الجهاتْ ذاتِ العلاقةِ وتؤثرُ سلبا على نجاحِ المسؤوليةِ المجتمعيةِ وتضرُ المجتمعَ بأكملهِ لا سمحَ اللهُ . . .

نسألُ اللهُ جلَ في علاهُ أنْ يحفظَ بلادنا وسائرِ بلادِ العالمِ منْ كلِ مكروهٍ.

 

حميد إبراهيم الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “الوقاية علاج لوباءٍ لمْ يكتشفْ علاجهُ !

أ.نويفعة الصحفي

كلام صادر من صاحب تجبرة ثرية في المجال الصحي وخبرات واسعة وعاصر الوضع الصحي واهمية الوعي الصحي والوقاية ..
و مناشدة إنسانيةٌ واعيةٌ صادرةٌ منْ مواطنٍ استشعرَ دورهُ في توعيةِ مجتمعهِ نعمْ نضمُ لكَ صوتنا أستاذ حميدٍ الصحفيِ ونؤكد على ضرورةِ أنْ يلتزمَ الجميعُ بالتوجيهاتِ الرسميةِ الصادرةِ منْ وزارةِ الصحةِ تجنبا للإصابةِ بفيروسِ كورونا . .
علينا أنْ نستشعرَ مدى قوةِ الأزمةِ التي تمرُ بها البشريةِ ، هذا الاستشعارِ يجعلُ الجميعُ يتحملُ مسئوليتهُ المجتمعةَ نحو الآخرينَ لمنعِ تفشي الوباءِ بصورةٍ أكبرَ منْ تلكَ التي وصلَ إليها . . .
وعلينا أنْ ندركَ أنَ مناشدةَ الأطباءِ والممرضينَ وكلِ منْ يعملُ في المجالِ الصحيِ لمُ تأتي منْ فراغٍ بلْ تعكسُ لنا مدى قوةِ الأزمةِ التي يمرُ بها العالمُ كافةً وتعاني منها البشريةُ . .
وعلينا أنْ ندركَ أنَ الوطنَ بذلَ كلِ ما في وسعهِ ويعولُ علينا كثيرِ بعدِ اللهِ مواطنينَ ومقيمينَ . .
فكلنا مسؤول . التزمَ . . وجهٌ . . بلغَ لا تترددُ . . أنتَ عينُ الوطنِ ومنْ أجلكَ ضحى بالكثيرِ .
حفظُ اللهِ بلادنا وسائرِ بلادِ المسلمينَ والبشريةَ جمعاء منْ كلِ وباءٍ وبلاءٍ

أحمد بن مهنا

الإنسان بفكره ووعيه ، وهذا الزمان لم يبق جاهل لم يتعلم ، والتوعية بشأن هذا الوباء زاحمت الهواء ، حتى لكأنها شاركته أنفاس البشر ! ويجب علينا جميعا أن لا نتهاون في الاحتراز وأخذ كل وسائل التوقي ، حماية للنفس وللأسرة والمجتمع ، ولا نقبل أن نكون وسيلة مواصلات سريعة لهذا الوباء . وشكرا لكاتب المقال الأستاذ حميد الصحفي ، وقد تحدث إلينا من منبر المسؤولية عبر منبر غراس ، حديث الواعي لمن يعيه.

د. جوهره الجهني

وفيت وكفيت وصدقت والله ماقلت .الله يعطيك العافيه علي هذا المقال و فعلاً مجهودات. نفتخر فيها حفظ الله. خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان ال سعود وولي عهده محمد سلمان ال سعود
.واننا نعلم جميعاً ان سيناريو (كورونا ) الذي لا نعلم متي ينتهي فنحن تحت عنايه الله ورعايته فهو القادر علي كشف هذا الوباء .
و خلف هذا السيناريو.(كوفيد١٩) كواليس ومعارك وصراعات ضد فيروس كورونا الذي اثر علي نمط الحياه البشريه والصحية مما اذا الي اخد وعمل الإجراءات الاحترازية لمكافحة هذا الوباء الذي يعتبر نكبه العصر .

بنت الحربي

مقال جميل جدا سلمت انامل يدك انت مبدع دائماً
الله يحمينا يارب وتنتهي الأزمة على خير ..

عبير الغامدي

كلام سليم ومنطقي ا حميد . ولكن الامر هذا بيد الشعب . الحكومة ووزارة الصحة ماقصرت في توعية المواطن والمقيم لكن يبدو ان هناك بعض الاستهتار من البعض وعدم اخذ الموضوع بجديه وان شاء الله الان بعد الحضر الكلي يكون فيه التزام من الجميع وربنا يفرج عنا الغمة ويجب اللجوء الي الله والدعاء وباذن الله كل شي يزول .

ابراهيم محمد سعيد عبد الرحمن قطب

اولا اشكر زميلنا وحبينا الأستاذ حميد الصحفي علي هذا المقال الرائع واتفق معه إن شاء الله جائحه وتزول وندعوا الله اللطف والسلامه والالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات الموثوقة والعمل بها.

ابو ملاك

نعم ابا هاني
كتبت فأوجزت
قمة الوعي والادراك والحس الوطني لمستها فيما خطته يداك لاعدمناك
ولكي لا نرى مناظر تؤلمنا تؤلمنا كالتي شوهدت في الدول العظمى(تزايدت اعداد الاصابات فلا سرير يجد المصاب ولا جهاز تنفسي )
ولكي لاينهار نظامنا الصحي بسبب أفعال بعض المستهترين والمتهاونين من المخالطه والتجمعات لأن الحكومه فعلت كل شئ استباقيا في وقته ولاتلام
هنا يأتي دور
#كلنا_مسؤول
#خلك_في_البيت
#نتباعد_لنتعايد
وهذه الفتره فقط لمدة ١٤ يوما لننعم برجوع حياتنا الطبيعيه بإذن الله وقوته

إن مع العسر يسرا كما وعدنا ربنا سبحانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *