لقد عاش العالم بتاريخ 22 أبريل مناسبة مهمة ألا وهي اليوم العالمي للأرض ولكن الاحتفال مرّ بصمت وسكون ولم يكن كالمناسبات السابقة من فعاليات وأنشطة لأن العالم يعيش حالة وجس وهلع لحدث لم يكن بالحسبان ألا وهي جائحة كورونا رغم أنه يعتبر حدثاً عالمياً يقدم فيه أفكار العلماء المهتمين بالبيئة والمنظمات التي يندرج اهتمامها بهذا الجانب بالخطط والتعليمات الوقائية والمواد الصديقة للبيئة للحفاظ على كوكبنا ونحمي أنفسنا من جميع الأمور الطارئة والأوبئة ولكن للأسف لم يكن التجاوب بما يحمي كوكبنا كبيراً لأن البعض يعتقد أن الموارد لا تنضب .
فهو يعيش على هذا الكوكب لينعم بحياة سعيدة بالموارد المحيطة به ليعيش ويتعايش معها ولكن بإحسان إلى أن يرث الله هذا الكوكب وهذا هو الغاية من وجودنا إعمار الأرض ببني البشر وليس تدمير الأرض ببني البشر.
فالسؤال هل يحتاج بني البشر كارثة لنحافظ بها على بيئتنا ؟!!
هل يحتاج بني البشر جائحة كبيرة تهز أركانه لننقذ كوكبنا من الدمار ؟!!
دوماً يحثنا ديننا الإسلامي وجميع الأديان السماوية للحفاظ على كل ما يرزقنا به الخالق من نِعَم لأن النعم لا تدوم ولكن بطبع الإنسان الجحود فليس بمستغرب أن مِنْ قيم ديننا المحافظة على البيئة من خلال الحفاظ على أهم عنصر على كوكبنا ألا وهو الماء حتى بالوضوء حيث “أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-مرَّ بسعدٍ وهو يتوضّأُ فقال: ما هذا السَّرفُ يا سعدُ؟ قال: أفي الوضوءِ سرفٌ، قال: نعم وإن كنتَ على نهَرِ جارٍ”.
الآن وبعد أن اجتاح العالم وباء كوفيدا_19( كورونا) منذ نهاية أواخر عام 2019م الذي سبب الهلع والرعب للبشر هل سوف ينتهي العالم أو ينقرض أم سوف نتجاوز المحنة ونتعافى من هذه الكارثة؟!
هناك العديد من التساؤلات حيرت العلم والعلماء ولكن من رحمة الله عز وجل أنه من خلال المحن تظهر المنح حيث شهد العالم كيف أنه رغم الهلع تضاءلت نسب التلوث البصري والمناخي والصناعي ؛ وذلك بسبب الحظر الذي أقيم كإجراء وقائي لبني البشر في معظم دول العالم حيث توقفت الحركة وتوقف العديد من المصانع الكبرى وتقلصت حركة المواصلات بمعظم اشكالها من الطيران والقطارات والعربات وهذه جميعها قلصت نسبة التلوث والأدهى أننا نحن بني البشر حتى الدمار لكوكبنا استطعنا إيقافه بسبب الإجراءات ولم يكن نابعاً من شعورنا للحفاظ على بيئتنا رغم تنبيه العديد من المنظمات العالمية والإقليمية والمحلية التي تهتم بالبيئة وتنذر بأن هناك مشاكل عظيمة واضطرابات سوف تحدث إذا لم نقلص من المتلوثات بجميع أنواعها ونحاول جاهدين بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة الطبيعية والصناعية .
ولكن نحن الآن نعتبر أننا استفدنا دروس عظيمة ولكن بثمن باهظ أننا نعلم أن اهتمامنا ببيئتنا ومكافحتنا لمعظم الكوارث الطبيعية أو الصحية والبيئية هي بالوقاية عبر الوعي بأن البيئة التي نعيش بها هي خط الدفاع الأول متى ما حافظنا عليه وذلك عبر عدد من الأمور من خلال تغيير بعضاً من ثقافتنا وسلوكياتنا كأنماط حياتنا الخاطئة تجاه الهدر في الموارد المتوفرة لنا أو الاستخدام الجائر وذلك بتتبع الإرشادات والأمور الوقائية التي تصدرها الجمعيات المهتمة بالبيئة وأيضا التحول إلى بيئة صديقة باستخدام أدوات صديقة للبيئة في منازلنا أو منظماتنا والتقليل من النفايات المنزلية والصناعية و الطبية والأهم الاستفادة من إعادة تدويرها وأيضا التحول إلى الاهتمام بأنشاء منازلنا بما يتلاءم مع البيئة من خلال التهوية والاضاءة وذلك سوف يعود على الفرد بالمنفعة والتوفير وأيضا على الوطن بتقليل الاستهلاك بالطاقة وأيضا التحول إلى الطاقة البديلة والمتجددة .
وبأذن الله نحتفل العام القادم جميعا بوطننا الغالي المملكة العربية السعودية وبالعالم بأسرة بفعالية اليوم العالمي للأرض ونحن جميعا بني البشر وقد تغيرت ثقافتنا واهتماماتنا بكوكبنا لنعمل لنحمي أنفسنا من الأوبئة والاستخدام الأمثل للموارد والبعد عن هدرها وخلوها من التلوث بأنواعه
إذ نحن البشر نستطيع أن نحمي كوكبنا من خلال التوعية الوقائية للبيئية والحفاظ على بيئتنا ووطنا من الأوبئة والتلوث بأنواعه.
لأننا #كلنا مسؤولين.
د. محمد عيد السريحي
مقالات سابقة للكاتب