الفج في اللغة الطريق البعيد الواسع
والفخ في اللغة ما يعمل لصيد الطريدة والإمساك بها
بين الكلمتين نقطة ! نزلت فصارت فجا وارتفعت فصارت فخا ولنسمها نقطة ( كورونا )
للأسف الشديد أن بعض الدوائر والمؤسسات اعتادت على العمل بردة الفعل لا الفعل نفسه ؛ لا تتحرك إلا بعد وقوع كارثة ما أو قصور واضح أو تعطيل مقصود .
( الفج ) وهي حي من أحياء مركز أم الجرم التابع لمحافظة خليص تفشى فيه وباء كورونا فأظهر لنا وباء آخر اسمه الإهمال والتقصير في الخدمة وبات جليا واضحا للعيان مدى حاجة هذا الحي من مستلزمات الحياة الكريمة ، أظهر لنا هذا الوباء فيروسا آخر اسمه العجز ! نعم العجز ، العجز في إيصال الخدمة واحتواء هذا الوباء مما اضطر إلى الاستعانة ببلدية الكامل لعمليات النظافة والتعقيم والتطهير !!! حي صغير كشف ضعف وترهل إمكانات بلدية محافظة فئة ( أ ) ..
قولوا لي بربكم كيف لو أن هذه الجائحة انتشرت في أكثر من حي وأكثر من مركز ، هل سنرى بلدية رابغ والمهد وثول ( تفزع ) لمحافظة خليص ؟!!
كيف لو أن الوباء ولا قدر الله ضرب قلب المحافظة أو أحد مدنها المكتظة بالسكان ماهو التصرف الذي سنراه من مؤسسة تعاني من النقص الحاد في الإمكانات البشرية والمادية ؟!!
كيف سيكون الحال لو لم يتواصل ذلك المواطن الغيور مع أمين مدينة جدة ويشرح له ما يعانيه سكان ذلك الحي ؟!
كان ( الفج ) بمثابة ( الفخ ) الذي سقط فيه من يكابر ويدعي أن ( كل حاجة تمام يا أفندم ) ولا أقصد هنا أن ( الفخ ) قد نصب عمدا ؛ كلا ولكن الأحداث هي من نصبت الفخ ليظهر التقصير الذي امتعض منه المسؤولون في أمانة مدينة جدة .
طالبنا كثيرا ومازلنا نطالب بأن ترفد بلدية خليص بما يتطلبه اتساع مساحتها وعدد سكانها وتعدد مراكزها من إمكانات كبيرة ، وأول ما يجب النظر فيه هو إنشاء بلديات مستقلة في شمال المحافظة وجنوبها تخفف الضغط الكبير على البلدية الرئيسة.
هنا لابد أن أؤكد على أمرين وهي أنني لا أقول أن البلدية مسؤولة عن الوباء ؛ لكن الوضع كشف الحال المتردي والأمر الذي لابد أن يفهمه الجميع أن مطالبنا ستستمر مهما كان الشخص المسؤول ومهما كانت الظروف نحن لا نبحث عن الأسماء بل نريد الأفعال .
كلنا يحب خليص وكلنا يعمل مع من يحب هذه المحافظة وسنرفع القبعة احتراما وتقديرا لمن يجتهد في خدمة محافظتنا الجميلة ، سنكون عونا له بكل ما نستطيع .
محافظتنا ولادة بالعقول النيرة والكفاءات الكبيرة التي أثبتت نجاحها في ميادين عملها ويجب أن نستفيد منها.
لا مصلحة لدينا – ويعلم الله – ولا منفعة خاصة لنا ولا نملك في خليص إلا بيوتنا فقط.
لكنها خليص التي أحببنا وسوف نتسامى على كل شيء من أجلها.
ليكن همنا خليص وخليص فقط وأنا على ثقة بأن الآخرين يشاطرونني هذا الحب .
مفلح الصاطي الحربي
عضو المجلس الاستشاري بمحافظة خليص
مقالات سابقة للكاتب