العيد العافية

في مثل هذه الأيام من كل سنة وبحكم عاداتنا الإجتماعية تكثر الطلبات على أرباب الأسر لشراء مستلزمات العيد وما يتطلبه من تأمين حاجات لكل فرد من الأسرة والهدايا المتبادلة بين أفراد الأسرة الواحدة وتعدد زيارات الأسواق وقد تضطر الأسرة أو من أوكل إليه تأمين الإحتياجات المرور على كل الأسواق أو أغلبها في يوم واحد ويستمر التردد عليها حتى آخر ساعة من ليالي رمضان حتى يعلن العيد والأسواق مزدحمة وكأنهم ينتظرون ساعة الصفر وقد يشتري ما يحتاجه ومالا يحتاجه خاصة مع إغراءات العروض في الأسواق و المجمعات التجارية ..

ومع هذا ، نجد من الأسر من يختلف نظرتهم لهذا السلوك وينصحون بالتعقل في الشراء وأخذ الحاجة بدون إسراف ، وهم قلة في وقتنا الحاضر، وذلك لما يترتب عليه من متطلبات مالية كبيرة قد تكلف الأسر الكثير من الإنفاق والإستدانة؛ مع أن الحاجة لاتستدعي كل هذا ..

ونحن في حينه نسمع كثيرا وخاصة من كبار السن مقولة (العيد العافية) وهي تمر على أسماع الكثير ولايلقون لها بال ولا بمعناها، وهذا العام عرفنا بأن عافية الفرد وأسرته ومجتمعه هي العيد بحق وحقيقة ، وتتحول هذه المقولة من المقولة السمعية إلى المقولة الأكثر طلبًا لنعيشها بالواقع هذا العيد ، وبإذن الله نعيشها جمعيا واقعًا وليس سمعيًا .

لا نختلف أن في ديننا عيدين شُرع لنا فيها الفرح والتوسيع على الأسرة وتبادل الزيارات والتهاني بما شرع الدين وليس بمثل ماظهر علينا في السنوات الأخيرة ، هل لنا جميعا من وقفة لمراجعة سلوكنا في مثل هذه الأيام من السنوات السابقة ؟

لا أمانع الشراء ولكن بدون إسراف ، حتى وصل الحال ببعض الناس أنه يخصص لكل يوم من أيام العيد طقم خاص من الملابس والمستلزمات من الرأس إلى أخمص القدم لكل أفراد الأسرة ، وهذا يثقل كاهل بعض الأسر في تأمين هذه الإحتياجات التى فرضها عليه مجتمعه ، فالواجب علينا أن نغير هذا السلوك والبعد عن الإسراف في تسوقنا ، العيد فرحة نصنعها بتبادل الزيارات وبنبذ الخصام والتسامح وتنظيم اللقاءات لأفراد الحي أو القبيلة ليتعرف أفرادها على بعضهم البعض يتبادلون فيها كل مايسرهم ويوطد العلاقات بينهم ، وترك ذكريات جميلة تحفر في أذهان جيل اليوم ، فظروف الناس تغيرت بحكم أعمالهم ، كل أسرة في مدينة أو في حي بعيد عن الآخر ، فهنا نجد الفرصة لإحياء أيام وليالي العيد بماينفع ولنجعل اجتماعاتنا في أعيادنا القادمة بعد انتهاء هذه الجائحة والجميع بصحة وعافية ، وأن نجدد مع أنفسنا تذكر نعم الله علينا بشكرها والمحافظه عليها وعدم الإسراف فيها ، ولنرجع للوراء قليلا ً وذلك بجلوسنا مع كبار السن والإستماع إليهم وكيف كانت أعيادهم مع قلة مافي اليد ، أما اليوم سؤالنا واحد عند اللقاء ((كيفك مع النوم تَعدَّل ولا لا!؟))

إلزموا بيوتكم فالعيد العافية .. وكل عام وأنتم بخير.

 

عبدالعالي طاهر الطياري

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *