المرآة الفولاذية!!!

الشعر العربي كائن حي باقي ما بقيت البشرية على وجه الأرض جنبا إلى جنب ، دائم الحركة غير خامل ، أشجاره وارفة ، وأنهاره عذبة جارية ، يتلون بألوان عصره الذي يعيش فيه ، دائم الترحال غير مقيم ، كل عصر عصره ، وكل زمان زمانه ، يسير في خط مستقيم، بانسيابية منطقية ، عاشق التفاصيل ، مغرم بتدوين كل شاردة وواردة في كل ما يخص البيئة التي يعيش فيها بغضها وغضيضها ، لعبته الوصف الدقيق لكل شيء وقعت عيناه عليه ، ووطأته قدماه ، أو لامس بنانه ، في حله وترحاله، في صحوته ونومه ، في حربه وسلمه ، في نزهة صيد أو رحلة جهاد ، مراسيم فرح ، أو حضور مأتم .

والأعجب من عجب في صورة نشوة عز وفخر بشعرنا العربي أنك إذا حدقت النظر فيه رأيت في محياه الزاهر زهوراً جميلة ريحها فواح زكي ، وطعمها حلو حلاوة شهد مصفى، على ضفاف أنهار عذبه صافية جارية صوت تداخلت فيها أصوات شجية ، خرير ماء ، وتغاريد بلابل . ما أجملها من لوحة !! إنها حضارتنا العربية الإسلامية العريقة .

أيها الشعر العربي ، أنت بحق مرآة فولاذية.!!!

عمر عقيل المصلحي

2 تعليق على “المرآة الفولاذية!!!

غير معروف

مقال جميل لكن حبذا لو دعم ببعض الشواهد الشعرية عبر عصوره. نسيبا و فخرا و وصفا و مدحا و رثاء و غيرها من الاغراض التي وردت في اشعار العرب

ابو محمد

مقال جميل ونتمنى منك الاستمرارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *