أنهت هيئة التحقيق والادعاء العام في جدة التحقيقات في قضية وصفت بالأغرب والأخطر في عالم الإجرام، تمثلت في تهريب وترويج مخدرات إلى نزلاء سجن بريمان في جدة باستخدام طائرة ذات تحكم عن بعد يتم إطلاقها من مواقف مجاورة للسجن وتوجيهها الى أحد العنابر بالريموت كنترول، وتم القبض على العقل المدبر وزعيم العصابة التي تقف خلف هذه الجريمة ومعه 7 مشاركين.
وفيما طالب الادعاء العام بتطبيق العقوبات الواردة في النظام وتشديدها عليهم بما يحقق الردع والزجر، قررت المحكمة عقد أولى جلساتها للنظر في هذه القضية عقب إجازة عيد الفطر المبارك.
وطبقا للتحقيقات فقد رصد برج المراقبة في السجن هبوط طائرة على أحد العنابر تبين أنها ذات أربع مراوح وتدار بنظام التحكم عن بعد بالريموت كنترول، وعثر على كمية من الحشيش وأكثر من ٢٠٠٠ حبة من الحبوب المخدرة مثبتة على ظهرها، فتم التحفظ على الطائرة وما تحمله من مواد مخدرة.
ودلت التحقيقات أن العقل المدبر لهذه الجريمة والمستفيد من إدخال المواد المضبوطة إلى السجن العام، مواطن مع اثنين من أشقائه، إضافة إلى عدد من مساعديه، ويتم إطلاق هذه الطائرة الصغيرة (قطرها ٤٥ سم) محملة بالحشيش والحبوب المخدرة من مواقف تابعة لمركز تجاري مجاور للسجن، وتوجيهها مباشرة إلى سطح أحد العنابر حيث يتم استلام المخدرات وتوزيعها على السجناء.
ودلت التحريات الجنائية أن زعيم العصابة كان يتواصل مع عدد من السجناء المحكوم عليهم في قضايا مختلفة ويقضون محكومياتهم في السجن، ويتم إيداع المبالغ المحصلة في حساباته بعدد من البنوك.
وبينت التحقيقات أن مقيما لبنانيا تم التحفظ عليه من قبل إدارة مكافحة المخدرات بجدة أفاد أن الطائرة المستخدمة في التهريب صينية الصنع ويقوم ببيعها بقيمة تصل إلى عشرة آلاف ريال، وتركب فيها آلة تصوير (كاميرا) مداها نحو ٣٠٠ متر عمودي و٥٠٠ متر أفقي. كما دلت التحريات أن المتهم الرئيسي اشترى ١٣ طائرة من هذا النوع ونقل بعضها إلى خارج جدة، فيما كشفت التحريات والمتابعة الأمنية على مدى أربعة أشهر عن ضبط مشاركين من كبار مروجي المخدرات وبحوزتهم مبالغ نقدية كبيرة، وقبض على أحدهم في أحد المطارات المحلية.
وأثبت التقرير الكيميائي الشرعي احتواء العينات المضبوطة والمرسلة للتحليل على مادة الحشيش المخدر ومواد أخرى محظورة وفقا لنظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
وقررت هيئة التحقيق والادعاء العام فرز قضية مستقلة للمتهم اللبناني لتورطه في استيراد طائرات من نوع فانتوم يمنع استيرادها إلى المملكة، وجار استكمال ما يلزم نحو تلك القضية، حيث أفاد المتهم بأنه يقوم باستيراد هذه الطائرات من دولة مجاورة وفي بعض الأحيان من دولة غربية، وأقر بأنه باع أكثر من عشر طائرات لزعيم العصابة بسعر يصل إلى عشرة آلاف ريال للطائرة الواحدة، غير أنه نفى أي علاقة له بتهريب أو ترويج المخدرات.
وجمع المحققون في هيئة التحقيق والادعاء العام بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات في جدة والجهات الأمنية المختصة، معلومات عن المتهمين، وتم الاستماع إلى إفادات عدد من النزلاء أشاروا إلى أنهم سبق أن سمعوا عن هذه الطائرات وهي ذات صوت عال وتكرر هبوطها داخل السجن في أوقات مختلفة.
وانتهت التحقيقات إلى توجيه الاتهام لثمانية متهمين بترويج المخدرات والشروع في تسليمها بقصد الاتجار والترويج، والاشتراك والاتفاق على نقل كميات منها إلى السجن.