من المعلوم أن أي كاتب يشرع في الكتابة والتأليف فإنه لا بد له من مراجع لمؤلفه ذلك، وعلى الكاتب أن يغوص بعمق في تلك المراجع لكي يأتي كتابه موثقاً وذا مصداقية ما يرتاح عندها القارئ ولقد تأملت في الكتاب الموسوم ب(غران الماضي والحاضر) لمؤلفه المبدع الأستاذ حميد إبراهيم الصحفي ذلك الكاتب الذي اتصوره وهو آخذ في كتابة مؤلفه القيم والذي حقيقة يعد وثيقة تاريخية حاضرًا ومستقبلاً تنتفع به الأجيال الاتيه التي ربما لا تعرف الكثير عن هذه المنطقة من مناطق هذه البلاد الشاسعة المترامية الأطراف أقول أتصور أن الكاتب قد توغل في أعماق أعماق التاريخ قراءة ومطالعة جيدة وفتش في بطون كتب التاريخ والتراث والسيرة.
وهذا الجهد المبذول يحسب حقيقة للكاتب الواعي الذي أخرج هذا الكتاب الشامل لا اقول لمدينة غران وحسب بل لمحافظة خليص كلها، فقد شدني حقيقة ما اثبته الكاتب من أحداث تاريخية تمتد إلى اربعة عشر قرناً من الزمان ويكفي غران بل خليص كلها يكفيها فخرًا وعزاً أنه مر بها رسول الله ﷺ وصحابته الكرام وهل هناك فخر يوازي ما نالته هذه المنطقة أو شرف يفوق هذا الشرف وأيضاً لم يغفل الكاتب عن سرد بعض الأبيات الشعرية التي قيلت في هذه المنطقة والشعر ديوان العرب به قد اثبت الشعراء الجغرافيا الإسلامية والوقائع التاريخية للمناطق التي عم بها نورالاسلام.
وحين يتصفح القارئ للكتاب يدرك ويلاحظ أن الكاتب لم يتكلم عن غران فقط بل اسرد في كتابه المناطق المجاورة لها وما تحويه من معالم وما نالها من تطور في هذا العهد الميمون وبجهد رجالات هذه المنطقة الحيوية وكذلك لم ينس دعوة المستثمرين لأن يولوا هذه المنطقة التي بها فرص سياحية جيدة اهتماما لقطاع السياحة وكذلك اهتم الكاتب بما نالته هذه المنطقة من مشاريع في معظم القطاعات كالتعليم بشتى فروعه ومراكزه كجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والتعاونية بما تضم من مركز للجاليات وكذلك القطاع التجاري والزراعي والرياضي مرورا بالثقافي والاجتماعي وما إلى ذلك…
وحين نقول إن هذا كتاب يعتبر كوثيقة وبصمة تمتد للاجيال اللاحقة لا نكون مغالين في هذا القول والكاتب بما بذله من جهد في إخراج هذا الكتاب القيم هو محفز ودافع للكتاب الاخرين ان يحذوا حذوه في اخراج مثل هذا العمل وإظهار ما في هذه المنطقة من كنوز تاريخية وجغرافيه والتعريف بها من خلال تأليف مثل هذا الكتاب والتنافس الشريف في هذا الامر وكله يصب في بوتقة هذا الوطن المعطاء ويضيف للمكتبة الوطنية المزيد من عطاءات أبنائه البررة فهناك أفكار متقدة تحتاج إلى التحفيز لكي تنطلق بعمل رائع ككتاب( غران الماضي والحاضر).
والكاتب يستحق أن يشاد بعمله لما بذله من جهد مشكور في إخراج عمل ينتفع به كل افراد المنطقة وغيرها ولقد تعرفت أنا شخصياً على الكثير من معلومات عن هذه المنطقة كانت خافية عني قبل قرآءة هذا الكتاب وهنا اقول للكاتب كما عودنا ديننا الحنيف أن من احسن أن نقول له احسنت وقد احسن الكاتب الاستاذ حميد الصحفي ابو هانئ واجاد ايما اجادة، فبارك الله له في جهده واسال الله ان لا يحرمه الاجر وان ينفع بعلمه الامة ونشد على يديه ليقدم لنا المزيد والمزيد فهو قد آتاه الله فكرا نيرا وقلما سيالا يجيد الابحار في اي فن من فنون الكتابة والتاليف فيا ايها الكاتب الى الامام فقلمك مبهر في سبك الكلمات سبكاً قويا يخرج منها بريقاً ساطعاً ينير طريق من اراد ان الاقتداء به من شباب وشابات هذه المنطقة الحيوية الرائعة كروعة أهلها.
إبراهيم أبوليلى
مقالات سابقة للكاتب