طريق جديد !

عندما تضطرك الظروف يوماً ما لسلك طريق آخر غير الذي متعود أن تسلكه كل يوم فقد تكتشف في طريقك ما لم يكن في حسبانك فقد تجد متعه لعينك أو توفير وقت مع قرب المسافة وقد تكتشف أنك كنت تبذل جهدًا كثيرًا لم يكن له داعي بعد اكتشافك مزايا هذا الطريق الجديد، وهذا حالنا اليوم ونحن نعود لعامنا الدراسي الجديد ١٤٤٢هـ  عودتنا مختلفة كلياً عما كنا متعودين عليه في الأعوام السابقة بل والأكثر من ذلك لم يدر بخاطر أحد منا مهما بلغ منه استشراف المستقبل أن نبدأ عامنا من داخل منازلنا بدون ذهاب كل صباح إلى المدرسة ومن هنا بدأ الطريق الجديد الذي أعنيه شريطة أن توحد الجهود بين أفراد المجتمع المعنيين بهذا وهم الأسرة والمدرسة فعلى الأسرة تهيئة الظروف والوقوف بجانب الطالب حتى يتمكن من أخذ جادة الطريق وأن تم ذلك فسوف نكون قطعنا نصف الطريق نحو التربية التي نريد ألا وهي تحمل المسؤولية عندها نجني ثمار عملنا من خلال هذه المرحلة والدراسة  عن بعد أن نميز بين مرحلتين المرحلة الابتدائية والمرحلتين المتوسطة والثانوية.

فالمرحلة الابتدائية يجب أن تكون المتابعة عن قرب من الأم أو الأب أو أحد أفراد الأسرة لتعليم الطالب كيف يتعامل مع الموقف التعليمي في الحصول على المعلومة ومتابعة الدروس من أي مصدر متوفر بالبيت.

أما المرحله المتوسطة والثانوية فهنا يجب أن يخوض الطالب بنفسه هذه التجربه الجديدة تحت مراقبة من أحد الأبوين من حيث مواعيد الحصص ، الاستعداد المبكر في أخذ قسط من النوم الكافي في الليل ، حل الواجبات المطلوبه ، التواصل مع معلمه وهذا كله بعيدا عن ما تعود عليه سابقا ، فقد نمر بصعوبات ولكن في النهايه نصل إلى طالب يبحث عن ماينفعه ويفيده بإرادة ذاتية منه تجعله يثمن وقته الذي يبذله ، يبحث عن المعلومه التي يريد أن تحقق هذا فسنجد منازلنا مدارس ينهل منها الأبناء تعليمهم.

 عليهم فقط الذهاب للفصول الدراسية للتقييم فقط في يوم يحدد لهم من قبل المدرسة أو التقييم عن بعد حتى نربي فيهم تقدير المسؤولية  وهذا هو صلب التربيه التي نريدها،فمن خلال تجربة شخصية لمدة تزيد عن ثلاثة عقود في مجال التربية والتعليم أكثر مايواجه من يعمل في هذا عدم تحمل الطالب المسؤولية الملقاه عليه، لايبالي بأنظمة ، لايقدر مسؤولية وهذه نتيجة حتميه فقد تحملنا عنه كل شيء.

فطالب الثانوية عندما يقود سيارته في الشارع يتقيد بنظام السرعة المحددة ، يقف عند الإشارة لأنه هنا يتحمل مسؤولية تصرفه ، فلماذا لايكون بالمدرسة كذلك؟

فلعل من ثمار هذه التجربة أن نصل بأبنائنا إلى مانريد من ثقة في النفس وتحمل مسؤوليه تنبع من الذات لا من مراقبة الغير.

نحن متخوفون من هذه التجربة، والأبناء يجيدون وبمهاره التعامل مع التقنية لكن مانريده توجيه هذه المهارة في ماينفعهم فلقد نجد أنفسنا ونحن نعبر هذا الطريق أننا وفرنا على الجادين كثيرًا من الوقت والجهد في الوصول لأهدافهم في هذه الحياة من خلال نجاح تجربة  الدراسة عن بعد التي فرضتها علينا هذه الجائحه، فنجد طلابنا يعملون ويتعلمون في آنٍ واحد وهنا يحصل على الخبرة من خلال العمل والعلم من خلال التعليم  عن بعد ، ولانغفل دور المدارس في تعزيز ومتابعة من المعلمين بتفعيل كل مايؤدي إلى نجاح وتسهيل عملية التواصل مع الطلاب وأولياء الأمور وعدم النظر إلى المعوقات فالإنسان عدو ما يجهل.

نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح ، فلقد بذلت حكومتنا الرشيدة أعزها الله ممثلة في وزارة التعليم كل ما تستطيع وسخرت الإمكانات المادية والبشرية لإنجاح هذه التجربة فلنكن عونًا لها بعد الله في متابعة أبنائنا والله الموفق.

 

عبدالعالي طاهر الطياري

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “طريق جديد !

أحمدبن مهنا

التعامل مع الأجهزة الذكية أصبح مع جيل اليوم محفزا لهم ، ويتقنونه ! والوعي هو المطلوب ودورالأسرة هنا رئيس مع الأطفال بالدرجة الأولى ، ولربما حققت هذه التجربة المفروضة خبرة توفر على التعليم كثيرا وتيسر قبولا في جميع مراحله سهلا ، خاصة الجامعات.
-هذا مقال بقلم تربوي قائد مدرسة خبير!
شكرا لكم.

نجيب الكرتي

يعطيك العافية استاذنا(ومديرنا) الفاضل على المقولة التربوية اللي تجسد وضع الطلاب مع التعليم عن بعد. كثير من أولياء الطلاب مستائين من عملية التعلم عن بعد لما تشكل من وضع جديد غير مألوف وصعوبات تقنية ومادية. وبعضهم يلوم وزير التعليم على هذا القرار، ولكن القرار من وزير الصحة واللجنة المشكلة لإدارة أزمات هذه الجائحة. ولماذا اتخذوا هذا القرار؟ اولا هناك مايقارب ٤ _٦مليون طالب تخيل ينتشر فيهم الوباء ومن ثم ينتقل إلى أسرهم ويخرج الوضع عن السيطرة فلازم من الاحترازت التي عملت. فالوزارة أجبرت على هذا الوضع وليست مخيرة في هذا القرار. هي ٧ أسابيع وان شاء الله يزول الوباء عنا وعن باق المسلمين ونرجع لوضعنا الطبيعي

عبد العالي طاهر الطيار ي

سررت جداً بتفاعل القراء مشاهده وتعليق على مانثر قلمي هنا ، ولاشك أخي أبا رائد أنا ابناءاليوم متقنين لتقنية هذا اليوم ويبحثون لينالون ما يريدون ولتوجيه هذه المهاره في ماينفعهم يقع على الأسرة. فمن خاض في هذا الميدان يعلم هذا جيداً وقد كنا يوماً رفقاء درب مع زملاء في الميدان التربوي نحمل سوياً هما كبيراً على عواتقنا ولازالوا رفقاؤنا يعملون وفقهم الله لحمل هذا الهم وتحقيق اهداف أمة تسعى لتكون من خير الأمم .
وللابن نجيب فانتم أبطال الصحه والصف الأول في مجابهة هذا الوباء لكم شكرنا جميعا وتحملتم المسؤولية وهذا بعد توفيق الله نتيجة تربية موفقه وجهد ، نعم تظافر الجهود يحقق الهدف إن شاء الله
فشكراً لكم جميعاً استاذاً شاركنا في هذه المهنه وكان نعم الأخ والموجه.
وإبناً لنا تعلم على يدي لقد كنت طالباً نجيباً يانجيب وفقك الله.

فؤاد الحميري ..

أثمن مايمكن سماعه من النصائح والتوجيهات هي من تأتي من أصحاب الخبرة..
استمر يا أبا علي، فقلمك لايمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *