علمني الزمن أن الفتاة هي حبيبة أبوها ، وأن العم هو والدي الثاني وهو صديق العمر ومستشاري الأمين، والخال هو ابتسامتي بالحياة ، وجدتي هي كنزي الثمين ووجودها نور لكل دار ونهر جاري من العطاء والحب الصادق، ويبقى جدي رحمه الله الحب الذي لايغيب… علمني الزمن أن أقاربي هم كنزي الثمين ..
وحان الوقت لكي أصحح مفاهيم عالقة في أذهان البعض ما أنزل الله بها من سلطان ، هناك موروث جاهلي لا زال مستمر في عصرنا الحالي في عقول البعض لِلْأَسَف ، ومقالي هذا موجه لهذه الفئة وللعقول الواعية والقلوب المؤمنة كل الاحترام ، وسبب تفاؤلي هو وجود العقول النيرة التي تفهم الدين الإسلامي بقيمه السامية وأهدافه النبيلة، شكرا لكم أنتم سبب جمال هذا العالم ، ويمتد هذا الموضوع إلى ما لانهاية في كل زمان ومكان ،أُصبت بالدهشة عندما رَأَيْتُ أَب قام بضرب ابنته الطفلة اسمها “مكه طفلة من جنسية عربية” طفلة مولودة حديثا ونكل بها تنكيل بشع لايرضاه أي مسلم ولا يرضاه أي عاقل بهذا العالم فكيف بمؤمن يؤمن بتدابير الله ومقاديره بالرزق ،فكيف يعترض على عطايا الله ولله حكمة في هذا العطاء ربما وجود هذه الفتاة بحياتك سند في مرض وقوة لك من بعد ضعف، الفتاة روح كل منزل وعطاء لا ينتهي تحمل والديها في قلبها وعقلها وعاطفتها كنز حب ورحمة وتقوم برعايتهم وحبها لوالديها لايضاهيه وجود ألف ولد وربما ما تتمناه يكون سبباً في هلاكك كإبن عاق ، وهذا واقع حقيقي لا ننكره ، بعض الأبناء عبء ثقيل على والد عاجز، أو صرف عنك شر لا تعلم مداه ، فسيدنا نوح غرق ابنه بالطوفان وهو ابن نبي ولم يشفع له ذلك بل كان الإيمان الصادق سبباً في النجاة ،فالابنة سند وأقرب لوالديها من أي كائن كان وهذه حقيقه تحكى بالأدلة والشواهد على مر العصور فلم تسجل قضايا عقوق للوالدين ضد الفتيات إلا نادراً بالمحاكم ، وكيف ذلك وهن المؤنسات الغاليات وهن الدر الثمين وهبة من الله العظيم ، عادات يجب أن تندثر وعقول يجب أن تؤمن ولا تعترض ، فالهند أكبر دولة تعاقب الفتيات بالحرق والقتل ، واليوم نجد في مجتمعنا بوادر تسخط من إنجاب الفتيات وللأسف من النساء ضد النساء بالهمز واللمز ، “عجبي”.. شيء يثير الاستغراب فكيف بأنثى تتلذذ بإثارة الجدل لأختها المسلمة!! وللرجال النصيب الأكبر من ذلك الجدل فعندما يعلمون بوجود إناث لدى أسره مستقرة وأسرة راقيه بتفكيرها مؤمنة بقضاء الله نجدهم يتحدثون وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني لكن بعد ماذا بعدما عكرت استقرار أسرة مطمئنة كانت قانعة وراضية بعطاء الله، فالتحدث بالمفقود ربما يفتح الأعين على جراح لا تبرأ وهموم لا تنتهي ،وجود الأخ سند وأغلب الفتيات يرغبن في وجود أخ لكن هناك غصة صامته، فكيف بشعورهن وأنت تفتح أبواب مغلقة تم نسيانها ولا يعرفن سند سوى الأب، هناك شعور لا توصفه الكلمات لكن الناس أحاديثها مستمرة بدون الخوف من الله تستمر بالتحريض وهدم كيان أسرة ما أدراك أنه لا يوجد أخ وأخ ميت !! إرادة الله كانت مختلفة تماماً نولد طفل صغير لم يكمل سوى أيام في هذه الدنيا ومات ذهب الى الجنة شفيعاً لوالدية سبقهم إليها ، فهل يقابل دخول الجنة بالسخط والجزع والتفكير بالمفقود؟ النبي محمد صلى الله عليه وسلم مات أطفاله قبل البعثة وابراهيم بعد البعثة ، فهل وجدنا في سيرته شكوى أو تسخط أو تنزيل الولد مرتبة عليا والبنت مرتبة أدنى؟ كانت ابنته فاطمة أحب الناس إليه ، فهل نتعلم من نبي الرحمة الطمأنينة والتسليم بأمر الله فهل بقي أبناء أو بنات من بعد محمد صلى الله عليه وسلم ؟
يعلمنا الله سبحانه وتعالى أن العمل الصالح هو الأهم مهما اختلفت أرزاقنا و أن الإناث كالذكور وهم سعادة الدنيا ولاتكتمل الحياة الا بقبول أرزاق الله فالاكتمال نقص، ربما في هذا الاكتمال ابتلاء، والنقص اكتمال ربما في هذا النقص استقرار وراحة فلا تشغلوا عقولكم بالمفقود اقبلوا عطايا الله كما هي .
وأخيرا في عالمنا هناك عقول يجب أن تندثر وألسنةً يجب أن تصمت تهدم بيوت وتشتت أسر بسبب هذا الفكر العقيم وتطلقت نساء وحرقت قلوب بالقتل لأنها ولدت أنثى! وكم من قصة مؤلمة خلفها تحريض بسبب العقول المتحجرة التي تلقي اللوم على الأنثى !! والعقل النير هو من يضع في كل أمر مر طوق نجاة والفكر يجب يتطور فنحن في عصر الإسلام ولسنا في عصر الجاهلية الذي أهان النساء و نحمل أعظم دين أكرم الأنثى وأعطاها حقوقها وجعل الجنة تحت أقدامها ، فالأم جنة أعان الله رجل يحضر مجالس الرجال ويجد فيها من المباهاة والمفاخرة بأولادهم الذكور التي تصل لحد الاستهزاء به ولمن تترك هذا المنزل لبنات أليست هذه الفتاة تحتاج لسقف تعيش في ظله ؟ أعان الله أصحاب تلك العقول كيف يسجدون لله وهم يعلمون بشاعة ألفاظهم ؟ أَلَّا يَعْلَمُوا أولئك أن هناك مرض اسمه انكسار القلب وإنكم سبب في جلطة لمسلم أو دمار لعافيته ؟!! ألا يعلموا أن الله ينتزع النعم من كل ظالم؟ ربما يَأْخُذ منك كل أولادك بلمح البصر ! وهناك قصص سِهَام اللَّيْل لا تخطيء لكل شخص لم يصن لسانه ولم يعتق أحد منه !! كفى اخرسوا فلا الوقت يحتمل كلامكم ولا الزمان يحتمل وجود أمثالكم ،العنصرية شيء مقيت ونجدها أمامنا فماذا نفعل؟ وسؤال أخير هل أنتم مسلمون ؟، اعتذر لكن شاهدت طفلة لا حول لها ولا قوة مهشمة الجسد لم استطع أن أكبح جماح قلمي إِيمانِي بالله يرفض وجود أمثال هولاء وللرجال والنساء قولوا خيراً أو اصمتوا غض البصر وكف اللسان وجبر الخواطر عبادة .. وَشُكْرًا
عواطف الثلابي السلمي
مقالات سابقة للكاتب