قال لـ “الاقتصادية” مصدر مطلع في مستشفى الملك فهد بجدة، إن هناك انتشار لمرض “الجرب” في المستشفى حيث أصيب ثلاثة مرضى من دار النقاهة وستة مشتبه بإصابتهم، إضافة إلى 14 ممارسا صحيا ما بين مصاب ومشتبه في إصابته، وبحسب مصادر لـ “الاقتصادية” تم عزلهم وإخضاعهم لإجازة لمدة خمسة أيام وإعطائهم العلاج اللازم.
وكشف المصدر أن سبب انتشار الجرب بين تسعة من مرضى دار النقاهة و14 من الممارسين الصحيين نتيجة ضعف أداء قسم مكافحة العدوى، حيث إن القسم منذ انتشار “كورونا” لم يتم تحسينه أو تطوير الكوادر العاملة فيه وطرق كيفية مكافحة العدوى، خاصة أن انتشار مرض مثل “الجرب” يعد معقدا وينتشر باللمس فقط، ويحتاج إلى فترة زمنية لظهوره، تراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، فكيف لم يتم اكتشاف المرض خلال الفترة الماضية ولم تؤخذ الإجراءات الوقائية للممارسين الصحيين، ما أدى إلى انتشار المرض.
وأوضح المصدر أن قسم مكافحة العدوى هو القسم الوحيد الذي لم يشهد تغييرا هيكليا بعد انتشار “كورونا”، حيث استبعدت الخطة تطوير القسم أو إعادة هيكلته وتفعيل دوره، ما عمل على انتشار الجرب بشكل سريع، مشيرا إلى أن 14 ممارسا صحيا معزولين، يعد خللا في الأمر ودليلا على عدم اتباعهم إرشادات الوقاية.
من جهته، أوضح لـ “الاقتصادية” الدكتور عبدالحفيظ خوجة مدير العيادات المساعدة في مستشفى الملك فهد العام بجدة، أن عدد المصابين ثلاثة مصابين وستة مشتبه فيهم جميعهم من دار النقاهة، وهناك 14 إصابة واشتباها بين الممارسين الصحيين (الممرضين المشرفين على الحالات)، ولم تسجل أي حالة لطبيب أو عامل نظافة أو المرضى.
وحول الإجراءات التي اتخذت، قال: تم عزل القسم بالكامل، كإجراء علاجي ووقائي، إضافة إلى عزل الممارسين الصحيين من الممرضين المصابين والمشتبه في إصابتهم، لمدة خمسة أيام، بعد أخذهم العلاج، وهو عبارة عن مراهم طبية تدهن على كامل الجسم لمدة تسع ساعات ومن ثم يتم غسلها، العلاج يؤخذ مرة واحدة وبعدها يتم عزلهم خمسة أيام للتأكد من سلامتهم وعدم انتشار العدوى منهم، كما قدم المستشفى توعية ذويهم والزوار بكيفية الوقاية من المرض، وتم فحص كل من دخل القسم سواء أطباء أو ممرضين وعمال نظافة وزوار للتأكد من سلامتهم.
من جانبه، أوضح الدكتور مزار باهبري مدير الجمعية السعودية لمكافحة العدوى، أن انتشار الجرب دليل واضح على عدم وجود عناية ونظافة واهتمام، خاصة أن انتقال المرض يكون باللمس أي بطرق صعبة، ولكن ما يؤكد سبب الانتشار في المستشفى أن الممارسين الصحيين مفتقرين لأساليب الوقاية من العدوى، وعدم التزامهم بها، وهو ما عمل على انتشار المرض.
وحذر باهبري من الجرب الألماني السريع الانتشار الذي قد يضر بجميع المرضى الآخريين، مشددا على ضرورة تكثيف الرقابة على الممرضين المتسببين في انتشار الأمراض واستخدام أساليب الوقاية وعدم التهاون فيها، ووضع مراقبين خفيين لمعاينة الوضع.