“بن كرير”.. نجم أفل

رحل رجل الأعمال الشيخ حميد بن كرير البشري الحربي الإنسان الذي محبته أسرت قلوب أقاربه ومعارفه والسامعين لسيرته ، رحل عن دنيانا الفانية كما رحل عنها الأولون ، فالأعمار فيها معدودة، والأزمان قصيرة محدودة ، والبقاء لله وحده، فقد مات سيد الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ،والأنبياء قبله رحلوا، ولنا فيهم عزاء يخفِّف مُصابنا في فقيد الكل ، ومما يهوّن مُصابنا في أبي توفيق أننا فقدناه جسداً وبقيت ذكراه الجميلة خالدة في أذهان الأوفياء من الناس وذلك بما قدم من أعمال جليلة وبما له من أفعال كريمة ومواقف نبيلة .

فقد كان يرحمه الله حريص على صدقة السر  نسأل الله أن يتقبلها منه وأن يجعله من السبعة الذين يظلهم يوم لا ظل إلا ظله  ويسهم في الخيرات ويسعى لقضاء حوائج الناس ومساعدة المحتاجين ، وكفالة الأيتام ودعم الجمعيات الخيرية وتقديم الإعانات للمتزوجين وله إسهامات في تعمير بيوت الله. 

وتظل إبتسامة العيد التي يرسمها على محيا ووجوه أطفال الأسر المحتاجة والفرحة التي يبعثها في نفوسهم بما يقدمه من إعانات مالية لهم قبيل كل عيد علامة فارقة في أعماله وإسهاماته.

كما تبقى ذكراه الطيبة محفورة بأذهان الجميع لما اتسمت به شخصيته من سمو في النفس ونبل في الأخلاق ورحمة بالقلب وبما يملك من سعة ثقافية وأسلوب خطاب وحوار وإقناع ، وبما لديه من مبادئ إدارية وأساليب تربوية وبما اكتسب من خبرات وتجارب صاغتها سنون عمره غفر الله له  ، بالإضافة لإهتمامه بالتعليم وتشجيعه للمتعلمين.

أحبتي أجزم بأننا سنظل كلما تذكرنا الماضي واجترينا ذكرياته توالت على أذهاننا بعض مناقب فقيدنا ومأثره وإن كانت مشوبة بالأسى على فرقاه إلا أنه يتلاشى بأعماله وكريم سجاياه.

لقد عرف يرحمه الله بطاعته لربه وتقربه بصالح الأعمال نحسبه كذلك ولا نزكي على الله وكذلك كان باراً بوالديه ، هذا وقد شكلت مراحل حياته أنموذجاً مختلف للرجل العصامي المكافح الناجح ، حيث توجه لسوق العمل بجدة وهو لا يملك شهادة علمية أو مهنية ولكن يملك ثقة نفس وصدق عزيمة وقوة إرادة وتوكل على الله وقناعة بوجوب السعي في مناكب الأرض بحثاً عن لقمة العيش الحلال التي تكفل له ولأسرته حياة كريمة وتغنيةً عن سؤال الآخرين وتمكنه من تخفيف أعباء الحياه عن والده وأثناء نضاله واحتكاكه بأرباب العمل وأصحاب المهن اعتلت همته وارتقت آماله و طموحاته وتوقد حماسه ليتحول من عامل بسيط إلى مهندس محترف لإصلاح وصيانة الألات الزراعية والمضخات بإحدى الشركات بجدة فظل يعمل فيها بحرفية وأمانة وإتقان وإخلاص وانضباط فاختارته ليكون مسؤولا مكلفاً بالقيام بأعمال التركيب والصيانة بمزارع منطقة نجران وذلك في عام ١٣٨٢ للهجرة ، وبالرغم من صعوبة المواصلات وانعدام الاتصالات وحياة الغربة والبعد عن الأهل استأذن من والده وهاجر  للقيام بعمله وأداء مهامه فازداد مستوى دخله وتمكن من امتلاك سيارة نقل سرعان ما تحولت لشاحنة توزيع مياه بجده ، وفِي منتصف الثمانينات امتلك شاحنة وأصبح ينقل البضائع عبر الطريق من لبنان والشام للمملكة ، وفِي أواخر التسعينات توجه للمقاولات فوفقه الله ورزقه وأكرمه ليحقق نجاحات توسعت على اثرها مؤسساته  وتضاعف ثرواته وأصبح من ارباب العمل وتجار البلد.

وختاما يعجز القلم عن التعبير بما في المشاعر ولكن لا نقول الا مايرضي الله إننا على فراقك ابا توفيق لمحزونيين.

إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون
أ/ محمد إبراهيم الحربي

مقالات سابقة للكاتب

8 تعليق على ““بن كرير”.. نجم أفل

ابو فيصل

اللهم نوّر مرقده وعطر مشهده .. وَطيب مضجعه وآنس وحشته .. وَ نفّس كربته وَقه عذآب القبر وَ فتنته . وجميع موتى المسلمين

ابو سلطان

اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا كبيرنا وصغيرنا. اللهم من أحييته منا فاحييه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفاه على الإيمان، اللهم ارحمه رحمة واسعة وتغمده برحمتك. اللهم ارحمه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم قه عذابك يوم تبعث عبادك. اللهم أنزل نوراً من نورك عليه.

مسعود الصحفي ابو رائد

إنا لله وانا اليه راجعون..اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنه وارحم جميع اموات المسلمين

صامل البلادي

اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة

محمد مبارك مبروك البشري

الله يرحمه ويرحمنا برحمته اذا سرنا الى ماساروااليه مالنا الا أعمالنا وماقدمنا من خير

محمد مبارك مبروك البشري

اذكروا محاسن موتاكم

غير معروف

كفى بالموت واعظا

زائر

رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجعل ماقدمه في ميزان حسناته وجعله ممن يقال لهم ادخلوها بسلام آمنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *