تبت يدٌ رسمت وتب لسانٌ آذى

يقول الله تعالى دفاعا عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( إنا كفيناك المستهزئين) ، ويقول تعالى ( إن شانئك هو الابتر) أي المقطوع .. نعم فلقد غالت فرنسا في اعتداءاتها على رسولنا الكريم فما هكذا تكون العلاقات الدولية بين الناس ..

قلنا أن العالم أصبح قرية صغيرة يعرف كل واحد من الناس ما يحصل في أقاصي الأرض والمسلمون لم يعتدوا على أحد في هذه الآونة ولا قبلها فكيف يتحول عمل فردي مهما كان إلى الانتقام من أمة بأكملها بإيذائها في أعظم رمز من رموزها وهو نبيها الكريم وبكل صلافة وعدم احترام وبشكل رسمي ، فالاعتداء جاء من رئيس الدولة وهو أعلى سلطة فيها وبحقد تام يدل على أن القضية ليست وليدة اليوم أو بسبب اعتداء طالب على أستاذ حاول إهانة الدين الذي ينتمي إليه ذلك الطالب وبحمية المسلم لم يستطع الطالب أن يكبح جماح نفسه حين رأى الأستاذ يضرب بكل القيم الانسانية النبيلة التي كانت من المفترض أن تتحكم في سلوك الأستاذ أياً كان دينه ومعتقده فالاحترام المتبادل هو الذي كان من المفترض أن يتحكم ويحكم العلاقات الدولية بين الناس الذين خلقهم الله وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا وليعيشوا سوياً على هذا الكوكب الذي يضمهم جميعاً وليعرض كلٌ ثقافته للأخر بكل أريحية وشفافية..

نعم نقول أن القضية ليست وليدة هذه الحادثة وإنما هي امتداد إلى جذور التاريخ وأعماقه ، إن فرنسا وغيرها من الموتورين بسبب الفتوحات الإسلامية ونشر الإسلام في كل ربوع العالم بالحق وبالعدل وبالأخص في الدول التي استعمرتها فرنسا وحاولت سلخها من عقيدتها ومبادئها كما فعلت في الجزائر ومالي وغيرها من الدول التي استعمرتها ولو أننا لسنا نوافق على هذه الكلمة (الإستعمار) التي تحمل من التمويه ما يعرفه كل ذي لب ولن تنطلي إلا على السذج، ولا أدري كيف يكون المعتدي مستعمرا والاستعمار كلمة قتل بسببها ملايين البشر..

فهل اعتذرت فرنسا وغيرها من الدول التي تدخلت فيها بكل صلف المعتدي وجبروته أبدا ، فبدلا من الاعتذار تمادت واستمرت في الاعتداء والايذاء ونهبت خيرات تلك الدول وجعلتها تقبع في فقر مدقع بينما تتمتع هي بثروات تلك الدول المستضعفة، وحقيقة لا أدري كيف يكون الوضع لو أن هذا الامر انعكس تماما وقام أحد رؤساء دولة إسلامية بالتهكم والسخرية برمز من رموز النصرانية وأقول رمز من رموز النصرانية ولا أقول عيسى عليه السلام لأن المسلم لا يكتمل إيمانه إلا إذا آمن بكل الرسل ومن ضمنهم السيد المسيح عليه السلام الذي تدعي النصرانية أنه رمز بل تتخذه إلها وخالقا تعالى الله عما يصفون ..

نعم أقول لو أن أحد المسلمين أساء إلى رمز من رموز النصرانية لقامت الدنيا ولم تقعد ولوصف كل مسلم على وجه الأرض بالإرهاب وبكل نقيصة وصفة يحلو لهم أن يوصفوه بها ولأصبح كلمة تلاك بالألسن ولعقدوا المؤتمرات تترى ليخرجوا قانونا يجرم كل مسلم على وجه الأرض ، هذا شأنهم وديدنهم ولقد خبرناهم وجربناهم فوجدناهم يركنون إلى الديمقراطية والحرية المزعومة إن كانت في صالحهم وإلا فهم أشد دكتاتورية وصلف وتجبر وفعل فرنسا يدل على ذلك حتى وإن ادعت غير ذلك..

إذاً على فرنسا أن تعتذر من كل مسلم لحقه أذاها بسبب تلك الرسوم فتبت اليد التي رسمت وتبت يد ناصرت وتب كل من حاول الاعتداء على رسولنا الكريم ، والعجب أن يدعي من فعل ذلك ويتمسح بل يتبجح بحرية الرأي وكذب والله، أي حرية في الاساءة والسخرية والاستهزاء برسول أمة قوامها ما يقارب ٢ مليار مسلم ، أي منطق هذا بل أي ادعاء وافتراء ، وستخسر فرنسا اقتصاديا وسياسيا (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) ..

وأنا هنا أقول للمسلمين في كل المعمورة ، اصبروا فـ والله من يقرأ التاريخ يعلم منذ فجر الإسلام إلى أن ينادىٰ لفصل القضاء ، أنه لم يعتدي أحد على الإسلام أو القرآن أو الرسول فمات ميتة سوية ، تفحصوا كتب التاريخ وأحداثه ، فـ كل من حاول السخرية بهذا الدين أو إيذاء المسلمين في نبيهم أو كتابهم أو عقيدتهم إلا ومات ميتة السوء .. اصبروا سترون فعل الله بهم ، اتركوا هذا الأرعن الذي فتح على نفسه دعوات قنّات الليل وسجّاده فسوف يعتصره ندم ولات حين مندم ، لا تحزنوا فكل طاغ متجبر سوف يصاب بالذل والهوان .. ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) ،  فصبرٌ أيها المسلمون (ان ربك لبلمرصاد) ..

ما يضر البحر امسى ذاخراً
أن رمى فيه غلام بحجر

وعند الله تجتمع الخصوم.

 

إبراهيم يحيى أبو ليلى

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “تبت يدٌ رسمت وتب لسانٌ آذى

حميدة الصبحي

جزاك الله خيرآ، وجعلها كلمة في ميزان حسناتك.

عبدالمحسن عبدالغني الصحفي

بيض الله وجهك حبيبي ورحم الله والديك ولانعدكم استاذنا الفاظل أبو ليلى وجعلها الله في ميزان حسناتك

ابو خالد

تبت يدا رسمت وتب لسان أذى تحت ذريعة حرية فكر بل حرية كفر تجاوزت كل الخطوط الحمراء نسأل الله له ان يميته موتت سوء
لا عدمناك ولا فقدنا قلمك ابواحمد وكتب الله لك اجر ما كتبت حفظك الله ووفقك لكل خير

زائر

الاستمرار في المقاطعة سيجلب لهم المزيد من الخسائر المادية عليهم من الله مايستحقون حسبنا الله ونعم الوكيل إن الله يدافع عن الذين آمنوا فاثبتوا على الحق واليقين فمن تمكن اليقين بالله في قلبه وجد حلاوة الإيمان . فلنصدق مع أنفسنا ولانجامل أحدا في ديننا ولانرض لنبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه ولا نسمح لأي شيء يمس ديننا وعقيدتنا ومقدساتنا فمن تعامل معنا بالاحترام والتقدير نعامله بالمثل طاعة لله عزوجل ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومن عادانا فله العداء بمثل ما يستحق. لن نكون مثلهم معاملة بالشتم والسخرية. لكن المقاطعة الاقتصادية أنجع وسيله لدحرهم وكف شرورهم. لاتزال أمه محمد صلى الله عليه وسلم منصورة مادامت ثابتة على الهدى والحق ومتبعة شرع الله. ولنا في القرآن الكريم وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم منهاج الحياة ونجاة في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *